ناصر العنزي
الفرنسيون يقدمون كرة تبرهن على أنهم قادرون على المحافظة على لقبهم المونديالي إذا استمروا بهذه السرعة الخيالية لتهديد مرمى خصومهم، وسجل الفرنسيون أنفسهم أول المتأهلين إلى الدور ثمن النهائي عقب ثنائية الدنمارك بعدما انسل مهاجمه كيليان مبابي بين دفاع الخصم وسجل بجسمه هدفا أنصف الديوك الفرنسية وصاحت مهللة بالفوز.
لا تملك وانت مدرب لفريق منافس للفرنسيين سوى أن تعدد أسماء مهاجميهم وتصمت قليلا: غريزمان وديمبلي وجيرو ومبابي ومواني، ثم تردد بينك وبين نفسك «هذا وبنزيمه مو معاهم» فماذا لو كان معهم نجم مدريد وأفضل لاعب في العالم 2022؟
مدرب الديوك الفرنسية ديديه ديشان حمل كأس العالم لاعبا وقائدا في مونديال 1998 بعد تغلبهم على البرازيل بثلاثية نظيفة تألق فيها زين الدين زيدان وسجل هدفين، ثم حمله مدربا في مونديال روسيا 2018 في واحدة من أجمل بطولات كأس العالم للفرنسيين، وحظوظه قائمة لتكرار الإنجاز في هذه البطولة لتكون فرنسا البلد الثالث الذي يحقق كأس العالم مرتين متتاليتين بعد إيطاليا «1934-1938» والبرازيل «1958-1962».
ومن اللاعبين على وجه الخصوص الذين أظهروا فنيات رائعة في مباراة الدنمارك الماضية عثمان ديمبلي «موريتاتي الأصل» الذي لم يأخذ الفرصة الكافية مع منتخب الديوك لوفرة النجوم، فشاهدناه يمر من بين المدافعين مثل السكين في قالب زبدة ويستخدم قدميه بنفس القوة والجودة.. ديمبلي موهبة تم «خنقها» بفعل فاعل.
٭ الأخضر السعودي تنتظره فرصة لن تتكرر غدا الأربعاء في مواجهته المصيرية أمام المكسيك، لا نريده أن يلعب كرة ممتعة ويضيع كل فرصه كما حدث مع پولندا، نريده أن يلعب كرة رسمية واقعية ويحقق الفوز وينتقل إلى الدور ثمن النهائي بلا «منة» ومساعدة الآخرين، وهو قادر على تخطي خصمه بعد ما تمكن من الفوز على الأرجنتين في مباراته الأولى، ولسنا أكثر معرفة من مدربه الفرنسي هيرفي رينارد بقدرات لاعبيه، فهو يدرك تماما أن دفاع المكسيك يمكن كسره بالكرات القصيرة «خذ وهات» والتي يجيدها لاعبوه مثل سالم الدوسري وفراس البريكان ومحمد كنو وصالح الشهري والظهير المتألق سعود عبدالحميد.
٭ نجا الألمان من الخسارة للمرة الثانية بعد تعادلهم مع إسبانيا عبر البديل نيكلاس فولكروج بهدف متأخر في الدقيقة «83» وتذيل المانشافت بذلك ترتيب مجموعته بنقطة واحدة، وحتى إن لم تكن من مشجعي المنتخب الألماني فمن داخلك تتمنى استمراره في البطولة لمزيد من التشويق والمفاجآت، حيث بات عليه الفوز على كوستاريكا مقابل خسارة اليابان من إسبانيا في الجولة الأخيرة من مجموعتهم الخامسة، واليابانيون إن خرجوا من البطولة فمن فعلهم وأيديهم «يفوزون على ألمانيا ويخسرون من كوستاريكا»!
٭ أهل المغرب يقولون «مزيان بزاف» يعني جميل جدا، و«أسود الأطلس» كانوا مزيان بزاف في حضورهم الرائع أمام الشياطين الحمر البلجيكية ومروا من شباكهم مرتين بقيادة نجمهم حكيم زياش وحسن تدبير مدربهم وليد الركراكي وأصبحوا على مرمى حجر للتأهل إلى الدور ثمن النهائي، وقلنا في بداية المونديال إن المغرب لا يخرج بسهولة طوال مشاركته في كأس العالم، وفي مكسيكو 1986 بالذات قدموا عروضا رائعة بقيادة النجمين عزيز بودربالة ومحمد التيمومي والحارس بادو الزاكي وخرجوا على يد الوصيف ألمانيا بركلة ثابتة نفذها لوثر ماثيوس.
٭ الحكم الإيطالي المعروف بيرلويجي كولينا هو صاحب فكرة ايقاف الوقت عند توقف اللعب وإطالة الوقت الإضافي في شوطي المباراة، حيث وصل الوقت المحتسب في بعض المباريات إلى «14» دقيقة، والحقيقة أنها فكرة صائبة خصوصا في مناسبة مثل كأس العالم للاستمتاع بمشاهدة نجومها وتقلب نتائجها.