وسط تصريحات متبادلة بين المسؤولين الأتراك والسوريين حول عودة العلاقات، مازالت الأنظار معلقة على الحدود بين البلدين والشروط التي وضعتها أنقرة لعدم تنفيذ العملية العسكرية البرية التي تهدد بإطلاقها «في أي لحظة» ضد مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية التي تهيمن على قوات سوريا الديموقراطية «قسد»، المتهمتين بالوقوف وراء تفجير اسطنبول في 13 نوفمبر.
وقد اكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أن العملية المسماة «المخلب السيف»، «قد تبدأ هذه اللحظة أو غدا أو بعد أسبوع، وذلك وفق تقييمنا للموقف».
وجدد المتحدث الشرط الأهم من وجهة نظر تركيا وهو المطالبة بأن تكون الوحدات «في مناطق تبعد عن حدودنا بمسافة 30 كيلومترا». وقال قالن بحسب ما نقلت عنه وسائل اعلام تركية: «عرضنا تأسيس منطقة آمنة في سورية قبل مقتل آلاف السوريين ونزوح الملايين».
وفي مؤشر جديد على قرب انطلاق العملية البرية، كشفت مصادر في المعارضة السورية أن تركيا سحبت جميع الفرق الصحافية التركية من خطوط التماس في ريفي حلب والحسكة، مكتفية بالاستعانة بالمراسلين السوريين.
وأكدت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الخطوة «ربما تشير إلى قرب انطلاق العملية العسكرية».
وأكد قائد عسكري في الجيش الوطني السوري المعارض إنهاء كل الاستعدادات، بانتظار «قرار غرفة العمليات المشتركة المكونة من الجيش التركي وقادة فصائل المعارضة وأن الانطلاق من ريف حلب الشمالي والشرقي».
وأضاف القائد العسكري الذي حضر اجتماعا عقد بريف حلب الشمالي «أبلغ الضباط الاتراك قادة الفصائل بأن روسيا تقود مفاوضات لتسليم مناطق ريف حلب للنظام السوري بعد انسحاب قسد، ولكن الإشكالية في عودة الأهالي وكيف سيعودون وأغلبهم من المطلوبين أمنيا للقوات الحكومية السورية».
وختم القائد العسكري «أغلب التقديرات بأن قسد لن تسلم تلك المناطق لدمشق، لذلك العملية العسكرية ستنطلق خلال مدة لن تتجاوز الأسبوع لحفظ ماء وجه تركيا بعد تفجير اسطنبول».
في المقابل، ناشد مظلوم عبدي قائد «قسد»، واشنطن وموسكو العمل على منع الهجوم التركي، ودعا الولايات المتحدة لتوجيه رسالة «أقوى». وقال عبدي انهم طلبوا من الروس «ضرورة ايقاف الهجمات التركية»، مضيفا أن «ما هو واضح حتى الآن أن الأتراك مصرون على شن العملية البرية».
وعلى صعيد التقارب السوري ـ التركي، قال متحدث الرئاسة التركية: «لا ينبغي توقع أن تكون هناك مصالحة غدا مع النظام بمجرد أنها قد حدثت مع مصر، فهذا مرتبط بوجود أرضية مناسبة»، مؤكدا انه لا موعد محددا للقاء الرئيسين التركي والسوري إن كان قبل الانتخابات التركية أم بعدها. لكنه نوه بلقاءات تجري بين أجهزة مخابرات البلدين، مؤكدا أنه يجب رفعها لمستويات مختلفة.
وتعليقا على اعلان الرئيس رجب طيب اردوغان انه لا خصومة دائمة في السياسة، قال قالن: «نعم لا توجد.. ولكن من أجل إعادة تطبيع العلاقات بين تركيا وسورية، يجب تحضير الأسس الصحيحة اللازمة، فهناك قضايا مهمة يجب التوافق حلها، كاللاجئين ومحاربة الإرهاب، ووضع الدستور السوري الجديد».