انتشرت الأخبار عن إنفاق قطر نحو 220 مليار دولار (67 مليار دينار) لاستضافة كأس العالم 2022 في الدوحة.
وقمت بمقارنة تلك الأرقام بما تم صرفه استعدادا لمونديال البرازيل وهو 15 مليار دولار، ومونديال روسيا 11 مليار دولار.
إلا أن الأرقام والمقارنة جاءتا مجحفتين واستكمالا للحملة المسعورة والهجمة الإعلامية للتشكيك بالجهود القطرية المبذولة لإنجاح المونديال، وسنوضح في هذا المقال حقيقة تلك الأرقام.
إن الأرقام المذكورة عن مونديال البرازيل وروسيا هي تلك المبالغ التي أنفقت على المنشآت الرياضية فقط، لكنهم لم يذكروا أن الأرقام التي أنفقت على المنشآت الرياضية في قطر 8 مليارات دولار لبناء 7 ستادات رياضية وتجديد ملعب واحد، وهي ملاعب تضاهي الملاعب العالمية، وذلك بحسب تصريح الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم ناصر الخاطر.
أما المبالغ الأخرى التي تم إنفاقها فقد أنفقت على مشاريع البنية التحتية والمهمة، التي ميزت قطر على مستوى العالم، ولم تكن محصورة أو خاصة ببطولة كأس العالم، والتي اختصرت تحقيق رؤية 2030 في سنة 2022 ونذكر منها مجموعة من المشاريع وتكلفتها، وذلك من خلال تقرير Bloomberg.
مثلا كلف مشروع مطار حمد الدولي ما يقارب الـ 15.5 مليار دولار، والذي يتسع لـ 53 مليون مسافر، وهناك مشروع لتوسعة المطار ليصل إلى 60 مليون مسافر سنويا، علما أن مطار حمد الدولي حاز على جائزة أفضل مطار على مستوى العالم لمدة عامين متتاليين.
أما القيمة الإجمالية لمشروع مترو قطر فقد بلغت 36 مليار دولار لمترو يبلغ طوله 76 كيلومترا، ويضم 3 خطوط رئيسية و37 محطة.
ومشروع المدينة الذكية «لوسيل» والتي تقع على مساحة 35 كم، والتي تتسع لـ 200 ألف شخص وما تحتويه من ترام وغيره من الخدمات النموذجية، فكانت تكلفتها 45 مليار دولار.
أما ميناء حمد، والذي أنشئ بطاقة استيعابية تصل إلى 7.5 ملايين حاوية سنويا، فقد كانت تكلفته 7.4 مليارات دولار، فيما بلغت تكلفة مشروع مشيرب قلب الدوحة 5.5 مليارات دولار، أما عن مشاريع الطرق فقد شيدت قطر خلال 9 أعوام 1791 كيلومترا من الطرق بالإضافة إلى 207 جسور و143 نفقا، بالإضافة إلى مشاريع خاصة في السياحة والتعليم والصحة وغيرها من مشاريع البنية التحتية.
الجدير والمهم ذكره أن ما تم إنفاقه، والذي يقدر بـ 67 مليار دينار على مدى أكثر من 12 سنة، أي بمتوسط 5.5 مليارات دينار سنويا، قد أنفق على البنية التحتية لبناء دولة كاملة بها جميع المقومات التي تجعلها في مصاف الدول العالمية، وهذا يرجع بنا في التاريخ إلى ستينيات القرن الماضي، حيث كانت بداية التنمية، والتي استثمرت فيها الكويت في البنية التحتية حينها، والتي لاتزال قائمة حتى يومنا هذا.
إن ما استثمرته قطر في بنيتها التحتية هو لبناء مشاريع تخدمها لمدة 30-50 سنة قادمة.
ختاما، لا يسعنا إلا أن نقول هنيئا للشقيقة قطر هذا الإنجاز الرائع الذي يفتخر به كل خليجي وعربي.
[email protected]
Al_Derbass@