مبارك الخالدي
قدمت المنتخبات الآسيوية المشاركة في المونديال عروضا مشرفة حتى الآن، جعلت الآسيويين يشعرون بالفخر تجاه منتخبات القارة الصفراء، ولعل الفوز التاريخي للمنتخب السعودي على الارجنتين منح الثقة وجرعة من الشجاعة للجميع وفتح شهية منتخبات اليابان وكوريا واستراليا وايران لاقتفاء أثر الاخضر، ولم يعكر صفو هذا الزهو الا خروج المنتخب القطري غير المتوقع على الأقل من الدور الأول رغم توافر كل فرص الدعم له، لكن ربما عامل الضغط النفسي والجماهيري كان احد اسباب الخروج المبكر.
وعن اسباب الظهور المشرف للمنتخبات الآسيوية تحدث الى «الأنباء» عدد من المدربين والمحللين الفنيين:
في البداية قال المدرب والمحلل الفني محمد الذروة ان ما قدمته منتخبات آسيا من مستوى مميز هو اشارة واضحة للاتحاد الدولي «فيفا» بأن القارة تستحق تمثيلا اكبر في المونديال القادم، وقد قدم المنتخب السعودي مباراتين ولا اروع بالفوز على الارجنتين، ثم أمام المنتخب الپولندي ولولا ركلة الجزاء المهدرة واثرها السلبي لكان للمباراة سيناريو آخر.
وأضاف أن الاخضر لعب دون ضغوط بعد الكلمات المؤثرة للأمير محمد بن سلمان وقوله للاعبين «استمتعوا والعبوا» وهو بذلك رفع الضغط النفسي عن اللاعبين وكانت هذه النتيجة الرائعة، وأتوقع أن يواصل الأخضر الإبداع في الجولة الاخيرة وهو قادر على ذلك بالروح العالية والمهارة التي يتميز بها اللاعبون.
وتابع: أما المنتخب الياباني فقدم مستوى جيدا وحقق فوزا تاريخيا على ألمانيا لكنه للأسف خذلنا امام كوستاريكا، وهذا ما ينطبق على المنتخب الكوري الذي توقعنا منه الكثير، لكن يبقى ان المنتخبين قدما مستويات متميزة رغم التعثر، ويبقى المنتخب الايراني قويا كعادته وحقق فوزا مهما على منتخب ويلز واثبت جدارته رغم البداية المخيبة وحافظ على حظوظه في التأهل، فبشكل عام كان اداء المنتخبات الاسيوية مشرفا.
ثقة كبيرة
من جانبه، قال المدرب والمحلل الفني محمد الفيلكاوي ان المنتخب السعودي قدم مستوى رائعا وحقق فوزا تاريخيا على الأرجنتين ومنح الشجاعة للمنتخبات الآسيوية امام المنتخبات الأخرى، كما كان الاخضر هو الأفضل أمام پولندا بسبب جرعة الثقة الكبيرة التي تحلى بها، فكان الافضل من حيث الاداء رغم خسارته للنتيجة.
وأكد ان هذا الفوز السعودي الكبير منح الزخم الاعلامي والجرأة لبقية المنتخبات وكان ذاك واضحا في حالة منتخب اليابان حيث سجل فوزا تاريخيا ومثيرا على ألمانيا ونجح في قلب تخلفه الى فوز مثير على منتخب مرشح بقوة لخوض النهائي.
واضاف الفيلكاوي أن منتخب استراليا رغم انه لم يعودنا على الظهور الجيد في مشاركاته السابقة لكنه كان مقنعا في هذا المونديال رغم الخسارة من فرنسا وكان صاحب المبادرة في التسجيل والتقدم، ولكن للأسف افتقد لاستمرارية البدايات الجيدة في هذه المباراة لكنه حقق فوزا مستحق على تونس.
وذكر ان منتخب كوريا الجنوبية كان الافضل امام اورغواي القوي ولعب بجرأة وسرعة كبيرتين ولديهم دفاع قوى وصلب، اما المنتخب القطري فكنا نتمنى ان يظهر بصورة افضل لكنه للأسف خيب توقعاتنا وأعتقد ان العنابي عانى من خطأ في استراتيجية الاعداد الطويلة فلم تتخلله مباريات ودية امام منتخبات قوية توازي المستوى العالمي للمونديال.
تطور واضح
بدوره، قال المدرب المساعد للفرق الاول لكرة القدم بنادي الجهراء سلامة هادي ان التطور الكبير للكرة الاسيوية وخصوصا المنتخب السعودي لم يكن مصادفة، حيث حقق الاخضر السعودي انتصارا تاريخيا على منتخب الارجنتين القادم من 36 انتصارا دوليا متتاليا، وهذا يعود الى التخطيط الممنهج والمدروس للكرة السعودية لسنوات، وفيما يتعلق بالمنتخب القطري فنحن لا نلوم العنابي على النتائج السلبية بسبب الضغط الاعلامي الكبير فمستواه في تطور ملحوظ وهذا ينطبق ايضا على المنتخب الياباني الذي تفوق بجدارة على الألمان نتيجة للعمل المدروس والخطط الثابتة، وفي المجمل فالمنتخبات الآسيوية قدمت عروضا مشرفة بصرف النظر عن بعض النتائج، ولذلك نتمنى ان نراجع انفسنا وقراءة تجارب الآخرين والاستفادة منها فلدينا المواهب التي يمكنها ان تحقق نتائج لافتة متى توافر التخطيط الجيد.