ناصر العنزي
البرتغاليون والبرازيليون متشابهون في كل شيء ويتحدثون لغة واحدة، ويتشابهون في الأشكال والأجسام والأسماء، ويلعبون كرة قدم موحدة تكاد تكون طبق الأصل في خططها وتمريراتها وأهدافها، حتى أن اللقب الشائع عن البرتغال هو «برازيل أوروبا»، وتتفوق البرازيل عليها في ألقابها المونديالة بعدما حققت الكأس 5 مرات، وفي شهرة لاعبيها ونجوميتهم في البطولات الأوروبية، فيما كانت أفضل نتيجة في كأس العالم للبرتغال المركز الثالث في مونديال 1966 في لندن بعد تغلبها على الاتحاد السوفييتي سابقا 2-1 بقيادة نجمها اوزيبيو.
ولا يدخل المنتخب البرتغالي أي بطولة إلا واسمه يكون حاضرا في طليعة السباق والترشيحات ولا يخرج من المنافسة إلا بصعوبة شديدة، فريق ممتع للغاية كرته «نظيفة» خالية من الشوائب العالقة في أطرافها، تمريراته سريعة وأهدافه قاتلة ونجومه لامعة، وفي هذه النسخة من المونديال تمكن سريعا من التأهل للدور ثمن النهائي من مباراتين عن مجموعته الثامنة، ولحسن الحظ وإنصافا لمتعة كرة القدم ونجومها ومشجعيها تصدرت البرازيل مجموعتها السابعة فابتعدا عن مواجهة بعضهما البعض في دور الـ 16.
ولا شك أن النجم «الأوحد» في المنتخب البرتغالي هو الأسطورة كريستيانو رونالدو شاء مبغضوه أم أبى حاسدوه بعدما حقق كل الألقاب على الصعيد الشخصي في ذروة المنافسة مع نجوم العالم وفي طليعتهم الأسطورة ليو ميسي، وعشنا حقبة جميلة بين الاثنين من خلال الدوري الإسباني والصراع الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، فكانت من أجمل الصراعات الشخصية بين الاثنين قبل ان يتفرقا خارج إسبانيا، لذلك فإن فرصة البرتغال للمنافسة على اللقب قائمة بوجود قائمة صلبة من اللاعبين ومدربهم القدير فرناندو سانتوس الذي حقق معهم كأس أوروبا 2016 ودوري الأمم الأوربية 2018.
وشغل رونالدو الإعلام في المباراة الأخيرة أمام أورغواي بعد هدف فريقه على اعتبار أن الكرة لمست رأسه قبل ان تدخل المرمى، حيث كان يشير بيده إلى مقدمة رأسه غير أن الهدف احتسب لصالح زميله برونو، ولكن قفزة رونالدو للكرة وكأنه لاعب الزانة أربكت الحارس وساهمت في دخولها المرمى، وأطرف ما قيل بعد المباراة من النجم المصري السابق محمد أبوتريكة «أنا أصدق رونالدو ولا أصدق الفار».
٭ كسر عظم، هذا ما ستكون عليه مواجهات اليوم الـ 4 لضمان مقعد في الدور ثمن النهائي، ونتمنى ان تكون عظام المنتخب المغربي غير قابلة للكسر في مواجهته الحاسمة أمام كندا وعليه أن يلعب للفوز والسعي لصدارة المجموعة، ولا يعني فوز المغرب على بلجيكا أنه سيضمن الفوز على كندا بسهولة، لا، فكرة القدم هذه أكبر مخادعة لمن لا يحفظ ودها، أما مواجهة كرواتيا وبلجيكا فستكون «طقني وأطقك».
٭ اليابانيون اخترعوا كل شيء وتبقى لهم كأس العالم فهل يأتي يوم وتفوز هذه العقول المتوهجة بهذه الكأس الذهبية؟ واليوم تلعب اليابان مواجهة حاسمة أمام إسبانيا بعدما فازت على ألمانيا ثم خسرت من كوستاريكا، أما أكبر الأحداث دراما في هذه المجموعة الخامسة فستكون في حال فوز اليابان وكوستاريكا فسوف تخرج إسبانيا وألمانيا معا، وهذا ما لا نتمناه انحيازا للتاريخ والإنجازات والنجوم والاستمتاع.
٭ البرازيل المتأهلة ستواجه الكاميرون غدا الجمعة وهي تتحسس أقدام لاعبيها خوفا من القوة الكاميرونية في الافتكاك والالتحام، السامبا ضمنت المركز الأول لكنها لن ترضى بغير العلامة الكاملة، ويتمنى عاشقو ومحبو السامبا من المدرب تيتي إراحة الركائز الأساسية كي لا يفقدها في الدور المقبل، ولا نعلم سر إصابة أغلب البرازيليين المتكررة ومثال على ذلك نيمار الذي يخرج من إصابة ويدخل في إصابة.