الدخول في دائرة المجاهيل أمر متوقع في اشتداد جبهة المواجهة مع الحدث وعدم القدرة على الحل والحسم، وذلك لضعف المعلومات وسوء التحليل والتقييم وعدم الدقة في قراءة الواقع تكون المجاهيل حاضرة.
فالإدارة الناجحة هي التي تستخدم مبدأ «كيف/ لو» في إنجاز مهامها وتحقيق أهدافها، فقائدها المؤسسي الحاذق شبيه بقائد «الأوكسترا» البارع، الذي يعرف خصائص كل آلة موسيقية ويقود مجمل عملية العزف من أجل الوصول إلى اللحن المطلوب.
ولهذا، يقول الجنرال باتون، الذي كان قائدا عسكريا في الجيش الأميركي إبان الحرب العالمية الثانية، «إن التفكير الاستراتيجي هو الجسر الذي يربط بين ما أنت عليه وما تريد أن تصل إليه ويعطيك الاتجاه والثقة اليوم، ويعطيك الدافع للنجاح غدا».
إن إبعاد أصحاب الكوادر العلمية المؤهلة وأعمدة النجاح الحقيقية، سبب رئيسي لتراجع أي مؤسسة، وإن غياب الدور الرقابي أدى إلى غياب الفكر الإستراتيجي الصحيح بسبب سوء الفهم وعدم وضوح الرؤى والأهداف، وإن تطبيق قاعدة «دائما نبدأ من حيث انتهى الآخرون» يعد خطوة مهمة لتحقيق النجاح والانطلاق والتطوير الإبداع.
ومع ما نشاهده اليوم من رصد للمتغيرات على الساحة الدولية والإقليمية نحتاج إلى مجموعة من العقول المتجانسة الواعية والمتنوعة كي تواجه التحديات بخبرة عملية وملكة فكرية، تشخص لنا الأمراض وتعالج الآلام، وتعد المسرح وتطبق المهارات وتصوغ الأفكار «برؤية الأشياء البعيدة كما لو كانت قريبة، وإلقاء نظرة بعيدة على الأشياء القريبة»، فتضع الإستراتيجية الراشدة للتحرك في اتجاه تلك الرؤى.
ولكن إذا وسد الأمر إلى غير أهله «لا طبنا ولا غدا الشر» وحجزنا مكانا VIP في «دائرة المجاهيل»، ودمتم ودام الوطن.