تعج الحياة بأنواع من المشاكل والابتلاءات والمصائب، سواء في داخل النفس من الآفات الذميمة، أو المحيط العائلي، أو من خلال زملاء العمل المهني، وحتى مع البيئة التي يعيشها.
وتطرح مختلف الحلول، لكن يتغافل الناس عن مواجهة الأزمات بالصبر!
فقد قيل «الصبر مفتاح الفرج»، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ويكفي أن الصبور من أسماء الله الحسنى، وقد ورد الصبر ومشتقاته في القرآن الكريم 103 مرات.
والصبر يعني حبس النفس عند الجزع، وقيل إنه أنواع: الصبر على قضاء الله تعالى وقدره، والصبر على تجنب معصيته، والصبر على طاعته.
والصبر الجميل هو الصبر المكتوم بلا شكوى وتأفف ولا قلق. والصبر الإيجابي ألا تحبس إمكانياتك عن البحث عن أنجع العلاج بعقلانية وترو بعيدا عن الانفعالات الطائشة، بعكس الصبر السلبي الذي يعني تقبل الخنوع والإذلال بلا نتيجة أهم مرجوة.
والصبر يحتاج دائما إلى وازع من الضمير السليم، وتوفيق من الله تعالى، وضرب القرآن الكريم أمثلة للصبر ومنها صبر نبي الله أيوب على مرضه وفقدان أسرته حتى قيل في الأمثال «يا صبر أيوب على بلواه»، وقد ألهمه الله تعالى العلاج لتعود إليه حياته الهانئة.
مثلما هو معروف في السيرة الموثقة عن صبر النبي وآله صلى الله عليه وآله وسلم، وأصحابه الميامين. ومنهم السيدة زينب بنت الإمام علي عليهما السلام، منذ طفولتها وهي ترى الفتن والمصائب التي ألمت بالإسلام والمسلمين، وكان من أشد صبرها عندما كانت شاهد عيان على مآسي كربلاء، حتى سميت بـ «بطلة كربلاء» وبلغ من تحملها بلا جزع، أن ترفع جثمان أخيها الإمام الحسين عليه السلام قائلة: «اللهم تقبل منا هذا القربان»! ولم يكن صبرها إلا إيجابيا عندما استثمرت بخطبها هذا الحدث الجلل باستثارة الأسف والندم ووخز ضمير المعتدين والخانعين، وكانت الصوت الإعلامي الهادر الذي لايزال يلهم الأحرار والشرفاء، الاستعانة بالله مع الكفاح:
«اللهم خذ بحقنا وانتقم من ظالمنا، وأحلل غضبك بمن سفك دماءنا، ونقص ذمامنا وقتل حماتنا وهتك عنا سدولنا».
[email protected]