استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون بحفاوة بالغة، في محاولة لتجاوز مرحلة الخلاف التي أججتها قضية الغواصات الاسترالية، والتوتر التجاري.
واستقبل بايدن وزوجته جيل، ماكرون وبريجيت في أول زيارة يقوم بها للولايات المتحدة منذ أن تسلم بايدن مفاتيح البيت الابيض مطلع 2021، وابدى وزوجته جيل اهتماما بإضفاء مظاهر الأبهة والحفاوة عبر مراسم فخمة، مع إطلاق المدفعية وعزف النشيدين الوطنيين قبل عقد الاجتماع الثنائي في المكتب البيضاوي تلاه مؤتمر صحافي مشترك، ثم حفل عشاء رسمي فاخر تم من أجله استقدام 200 من قشريات جراد البحر الحية (اللوبستر) من ولاية مين.
ويعد ماكرون أول زعيم أجنبي تتم دعوته لحضور مأدبة عشاء رسمية في البيت الأبيض في فترة حكم بايدن، وهو ما يشير إلى الأهمية التي توليها واشنطن لعلاقتها بباريس على الرغم من بعض الخلافات مع إدارة بايدن.
وحاول بايدن التأكيد على أهمية التحالف بين البلدين. وقال، في كلمته التي ألقاها بالبيت الأبيض للترحيب بضيفه، إن فرنسا تعد أقدم حليف للولايات المتحدة الأميركية كما أنها تعد شريكا قويا، مشيدا بعلاقات وروابط الصداقة الوثيقة بين الجانبين.
وتطرق الى الغزو الروسي لأوكرانيا وقال إن «الحرب الروسية الوحشية في أوكرانيا تسببت في تمزيق السلام في قارة أوروبا»، مشددا على أن واشنطن وباريس تواجهان طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحرب «الوحشية» ضد أوكرانيا.
من جانبه، اعتبر ماكرون أن على فرنسا والولايات المتحدة «أن تصبحا مجددا أخوين في السلاح» في مواجهة الحرب في اوكرانيا و«الأزمات المتعددة» التي يواجهها العالم.
وأكد ماكرون أن «الحلف» بين البلدين هو «الاكثر صلابة لأن هذه الصداقة متجذرة عبر القرون». وأعرب الرئيس الفرنسي عن سعادته بتواجده في البيت الأبيض خلال زيارته للبلاد، مؤكدا أن الدولتين تتشاركان مبدأ الحرية، وأن تاريخهما يدافع عن الحرية.
لكن الزيارة لم تخل من العتب حيث انتقد الرئيس الفرنسي مجددا الدعم الأميركي للصناعات المحلية الذي اعتبر أنه يضر بالشركات الأوروبية عبر «خلق أرضية غير متكافئة» مع تلك الأميركية. وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة «إيه بي سي» إن التوتر التجاري مازال قائما.