ناصر العنزي
يحلو التعصب في مسابقة كأس العالم بين مشجعي البرازيل والارجنتين، ويتندر محبو السامبا على خصمهم ويقولون في أهازيجهم «ميسي لم يحمل كأس العالم.. وفامبيتا حملها»، حيث إن المونديال الحالي هو المشاركة الخامسة لأسطورة الأرجنتين ميسي، فيما يتغنى البرازيليون بخمس نسخ ذهبية حققوا فيها اللقب وحمل كأسها كل لاعبيها منذ أول فوز في عام 1958 في السويد، مقابل لقبين للأرجنتين في نسختي 1978 في عاصمتهم بوينس آيرس و1986 في مكسيكو بفضل الاسطورة الراحل دييغو مارادونا.
وعادة ما يرد عاشقو التانغو في كل بلاد العالم «هاتوا لنا مثل مارادونا وميسي ثم تكلموا».
آخر مواجهة جمعت الأرجنتين والبرازيل في كأس العالم كانت في مونديال ايطاليا 1990 وانتهت بهدف للتانغو سجله كانييجيا بعد صناعة مذهلة من مارادونا جعله ينفرد بالمرمى ويسجل، ويتذكر العالم يومها دموع مارادونا على الهواء مباشرة عقب خسارة النهائي أمام ألمانيا.
يقول محبو السامبا إن المنتخب الأرجنتيني يملك حظا لا يملكه الآخرون في هذه النسخة بعدما خسر من السعودية في أولى مبارياته ثم عاد إلى المشهد سريعا وتصدر مجموعته بعد مباراة مثيرة مع پولندا بانتظار مواجهة لن تكون صعبة عليه أمام استراليا في دور الـ16، ثم مواجهة الفائز من هولندا وأميركا في ربع النهائي، وكنا حقيقة نمني النفس في مشاهدة نهائي «لاتيني» بحت في هذه البطولة يجمع السامبا والتانغو ليعزف الفريقان أجمل الحانهما لكن القرعة وضعتهما في مواجهة لن ترحم في الدور نصف النهائي إذا حافظت البرازيل على صدارة مجموعتها اليوم أمام الكاميرون.
٭ مقولة إن حارس المرمى نصف الفريق صحيحة لكنها ليست بشكل دائم والحارس الپولندي تشيزني حارس مرمى يوفنتوس الايطالي طبق هذه المقولة خلال مباريات منتخبه الثلاث وكان عاملا رئيسيا في التأهل لدورالـ16 بفارق هدف عن المكسيك، ولولا تصديه لركلة جزاء ميسي لربما خرج فريقه من المنافسة، والمنتخب الپولندي هو «أسوأ» المتأهلين ويلعب بعشوائية وعنف ويدافع دائما كأنه لا يملك مهاجمين، والحقيقة أن المكسيك كان الأحق بالتأهل لولا الحارس تشيزني الذي يتمدد كالمطاط وأنقذ مرماه من اهداف محققة في المباريات الثلاث.
٭ مشاركة مشرفة للأخضر السعودي بعدما سجل في دفاتره فوزا عظيما على الأرجنتين المرشح للبطولة، ولا يلام مدربه الفرنسي هيرفي رينارد بعدما تكالبت عليه الإصابات من كل حدب وصوب، حيث خسر مبكرا اهم عنصرين وهما ياسر الشهراني وسلمان الفرج، ثم عناصر أساسية في المباراة الحاسمة امام المكسيك وقبلها فوت فوزا مستحقا على پولندا والسبب معروف طبعا الحارس تشيزني، الذي قال في تصريح له بعد مباراة الارجنتين انه راهن ميسي بمبلغ 100 يورو على أن «الفار» لن يمنحه ركلة جزاء ثم قال لن أعطيه 100 دولار فلديه الكثير «ودمه خفيف بعد».
٭ أوروغواي مثل الرجل الذي يملك مالا وفيرا لكنه يخسر تجارته في كل مرة، واليوم يملك فرصة للتأهل الى دور الـ16 في مواجهته أمام غانا بعدما أخفق مدربهم دييغو ألونسو في توظيف قدرات لاعبيه في المباراتين الماضيتين حيث يتعين عليه الفوز مقابل خسارة كوريا الجنوبية من البرتغال، ويستذكر المنتخبان مباراتهما معا في مونديال 2010 في الدور ربع النهائي ويقول نجم اوروغواي لويس سواريز لا يمكنني الاعتذار بسبب لمسة اليد التي أنقذت بها فريقي من الخسارة، عليهم إلقاء اللوم على مسدد ركلة الجزاء الذي أهدرها لأنني حصلت على بطاقة حمراء.