بيروت - منصور شعبان
وجّه رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع رسالة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري قال فيها «إن المؤسسة الدستورية الوحيدة التي لا تزال فاعلة في الوقت الراهن هي مجلس النواب وهو رئيس هذه المؤسسة والمؤتمن على حسن سير عملها. صحيح أن هذا الأمر مرتبط أيضا بالكتل النيابية إلا أنه منوط بشكل أساسي بضابط إيقاع المجلس الذي هو الرئيس بري».
وقال جعجع لبري، في كلمة ألقاها خلال العشاء السنوي لمصلحة أصحاب العمل في «القوات» بفندق «Le Royal»، ضبية، شمال بيروت: «إن مجموع الكتل التي تقوم بتعطيل الانتخابات الرئاسية معروفة، وهنا أشدد على مسألة التعطيل لأن القضية لم تعد انسحابا من جلسة وإنما تحولت إلى تعطيل، وبالتالي تقع على كاهلك مسؤولية كبيرة باعتبار أنك مؤتمن على حسن سير مجلس النواب، وإلا، سيتم تعطيل هذه المؤسسة الدستورية بحكم تعطل انتخابات الرئاسة في الوقت الذي البلاد بأمس الحاجة لإتمام هذا الاستحقاق الدستوري».
وأضاف: «من صلب مسؤولياتك في الوقت الراهن أن تقوم في إطار التحضير لجلسة الخميس المقبل دعوة رؤساء الكتل النيابية التي تقوم بتعطيل الانتخابات الرئاسية وأن تبلغهم بأنه لا يمكنهم الاستمرار في التعطيل وإذا ما استمروا في ذلك، فعندها ستتخذ التدابير والمواقف اللازمة في أن تخرج لتعلن أن هناك كتلا معينة تقوم بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، وإلا، كيف يمكننا أن نفهم الاستمرار في تعطل هذه الانتخابات بعد شهرين من المهلة الدستورية وشهر من الفراغ؟».
وشدد جعجع على أن «البلد في حال تدهور مستمر سببها غياب السلطة السياسية، في ظل الفراغ الرئاسي، لذا الأعذار والحجج الواهية بعدم قدرة مجلس النواب على انتخاب رئيس للجمهورية، لم تعد تجدي نفعا، لا بل استمرار هذا الواقع يدل على أن هذه المؤسسة الدستورية قد تعطلت، من هنا تقع مسؤولية عدم التعطيل على عاتق المؤتمن على حسن سيرها وهو الرئيس بري، انطلاقا من هنا على كل فرد منا تحمل مسؤولياته والتاريخ سيحاكم الجميع كل بحسب أعماله».
وجدد رئيس القوات التأكيد على «الاستمرار في خوض الانتخابات الرئاسية من خلال مرشح واضح وهو النائب ميشال معوض»، وقال: «سنستمر في تأييده وإذا وفقنا الله وتمكنا من إيصاله فهذا أمر جيد ولكن إن لم نوفق وتمكن أي مرشح آخر من الحصول على الأكثرية وبالتالي الوصول إلى سدة الرئاسة فعندها لا حول ولا قوة إلا بالله فهذه هي قواعد اللعبة الديموقراطية. انطلاقا من هنا نطالب الرئيس بري بالسهر على حسن سير مجلس النواب لإجراء الانتخابات».
واستغرب جعجع طرح البعض «التوافق في انتخاب رئيس جديد للبلاد في الوقت الذي لا يقوم بأي خطوة جدية في هذا الاتجاه، ما عدا اعتماد هذه الحجة». وشرح ماهية التوافق الذي ليس عملية دستورية بل سياسية بامتياز، ممكن اتفاق الكتل النيابية عليها أو لا».
وقال: «يبدو حتى اللحظة ألا أحدا من الفريق الآخر يعمل أو يسعى الى التوافق وإنما جل ما يقوم به هو محاولة التوافق فيما بينهم التي لم يتم التوصل إليها بعد، لذلك يعطل الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي التمسك بخبرية التوافق بغية تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية قد سقطت».