[email protected]
الإبهار هو الإدهاش واللمعان وقوة الضوء الذي قد يفقد البصر من جماله!
اختيار تميز بالجرأة والتواصل وتحمل أثقال التكاليف، ذلك هو يوم أن ارتأت قطر أن تستضيف العالم كله على أراضيها باستضافة كأس العالم لكرة القدم بثقة وقدرة فاقت الوصف ودون خوف من ضخامة المشروع وتكاليفه ونتذكر ما حصل من هذيان ورفض ومشاكسة ومعارضة، فكثير من هول المفاجأة كانوا غير مصدقين، ومنها دول عربية وأخرى راهنت على فشل دولة قطر، وكثرت الأقاويل والشائعات، لكن دولة قطر كانت كالإسفنجة امتصت كل هذه الانتقادات بروح الحزم والمصداقية وبدأت في مشوارها الحضاري معتمدة على الله عز وجل ثم أميرها الشاب الطموح القائد وشعبها الوفي وصدق قياداتها وتصميمهم على ركوب المستحيل لإنجاح هذا المشروع غير المسبوق عربيا وخليجيا وإسلاميا ومن دول العالم الثالث!
لم تعبأ قطر باعتراض المعترضين ولم تؤثر فيها أصوات المرجفين من غيرة وحسد وتشكيك وتثبيط!
مساران مشت فيهما غير مكترثة بالقيل والقال، واضعة الهدف ساعية لتحقيقه مهما كلفها هذا من جهد ومال، ونجحت!
وأرى أن من أهم أسباب النجاحات القطرية ما يلي:
٭ أزاحت الاتكالية
ما أعجبني وأعجب الجماهير العربية والمسلمة ان دولة قطر اتخذت من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «اعقلها وتوكل».. نبراسا ودستورا لها في المضي في مسيرة النجاح، واضعة قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه دليلا وهو القائل: «التواني هو الكسل، وتضييع الحزم وعدم القيام على مصالح النفس، وترك التسبب، والاحتراف والإحالة على المقادير وهذا من أقبح الأفعال». وصدقوا في التنفيذ والتطبيق وبجدارة!
يقول الشاعر:
لسنا وإن كرمت أوائلنا
يوماً على الأحساب نتكلُ
نبني كما كانت أوائلنا
تبني ونفعل مثل ما فعلوا
٭ درست الاحتمالات
يا الله.. كم رائعة هي دولة قطر، لأنها في هذا المشروع درست نظرية الاحتمالات، خاصة (العشوائية) وركزت على بديهيات الاحتمال وأعطت هذا الأمر أهمية قصوى من حيث المتغير العشوائي والتوزيع الاحتمالي.. نظرة الى قطر من علو.. أليست محققة أعجوبة هذا الزمان؟!
٭ ومضة:
بعد هذا النجاح القطري سيظل هناك (صندوق أسود) وأسرار لا يعلمها إلا الله، ويحق لها أن تفرح أميرا وحكومة وشعبا بهذا (الإنجاز والإبهار) التاريخي المستحق والذي جمع العرب والمسلمين وأظهرنا (أمة وسطية) وأصحاب همم لا تنكسر، إن كان القرار موحدا ويقوده قائد يملك الرؤية والحسم والحزم والرحمة كما رأينا هذا في أجمل صورة في قطر الحبيبة وأميرها الحكيم تميم، ودامت إنجازاتكم وأفراحكم!
٭ آخر الكلام:
نجاح قطر في استضافة المونديال الذي جذب اهتمام الأوساط السياسية والرياضية في العالم يستحق ان يدرس في كليات الإعلام العربية والإسلامية.. برافو قطر!
٭ زبدة الحچي:
أقولها صريحة: إن «قوة قطر الناعمة» اليوم وما حققته من تقارب بين الشعوب يستحق التوقف، فما حققه الإخوة القطريون في هذه الاستضافة الرياضية وفعالياتها جعل اسم قطر على لسان مليارات من البشر في دول العالم.
شكرا دولة قطر.. غيّرتِ الصورة النمطية للعرب والمسلمين وأصبح ينظر للعرب والمسلمين على انهم أصحاب قيم ومبادئ، فكان هذا الاحترام والتعامل الراقي والحفاوة الكريمة من أهلنا في قطر!
لقد وعدت دولة قطر العالم وشعوبه بتنظيم (دورة الدورات) ونجحت إلى حد كبير في الوفاء بهذا الوعد وشهد لها الجميع.
لماذا هذا النجاح القطري؟
هذا هو السؤال الذي يطرحه كل عربي وخليجي ومسلم.
ليست القدرة المالية فحسب، فهناك دول عربية غنية.
علينا كعرب ومسلمين أن نفخر بهذا الإنجاز القطري، وعلينا أن نعلم ان الاهتمام بالتعليم والتخطيط الجيد والإرادة هي السبيل لتحقيق الهدف المنشود بعيدا عن الوعود الزائفة والوهم!
نجاح قطر هو نجاح ومفخرة لدول الخليج العربية والدول العربية والإسلامية وكل الدول المتخلفة التي تنشد التطور والتنمية.
مبروك نجاح دولة قطر وهذه (ظاهرة إيجابية) تحسب لأمة العرب قادتها قطر بكل جدارة واحترافية، ما جعلها تستحق نظرة الإعجاب العالمية.. وبرافو يا قطر!
.. في أمان الله.