رغم أنه بات في سن السابعة والثلاثين، لايزال لاعب الوسط الدولي لوكا مودريتش الركيزة الأساسية لمنتخب كرواتيا، 4 سنوات بعد قيادته إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه. إنجاز سيحاول الإبقاء على آمال تكراره عندما يخوض اليوم ضد اليابان ثمن نهائي مونديال قطر 2022 الذي سيكون ربما الأخير لطفل بدأ كلاجئ في بلاد مزقتها الحرب.
وبات مودريتش أحد أبرز نجوم الكرة المستديرة والأضواء مسلطة عليه سواء كان على صعيد الأندية أو المنتخب الوطني، في تناقض صارخ مع بدايته المتواضعة في منزل استحال بقايا مخلعة بعدما التهمت النيران جزءا كبيرا منه، في قرية مودريتشي التي دمرت خلال حرب الاستقلال.
تقع هذه القرية على سفح جبال فيليبيت المطلة على البحر الأدرياتيكي، وقد كان مودريتش يقطن في المنزل الصيفي لجده وهو الآخر يدعى لوكا مودريتش، وقتل على يد القوات الصربية في الأشهر الأولى للنزاع (1991-1995) الذي حصد قرابة 20 ألف قتيل.
ويذكر يوسيب بايلو الذي كان مدربا لفريق «ان كاي زادار»، في حديث سابق لوكالة فرانس: «كنت قد سمعت عن شاب صغير نشيط لا يتوقف عن مداعبة الكرة حتى في أروقة أحد الفنادق وينام معها».
ويعرف عن زادار بأنه ناد اختصاصي في تكوين اللاعبين، وتضم لائحة من تخرجوا في صفوفه، يوسيب سكوبلار الهداف الأسطوري في صفوف مرسيليا الفرنسي، والدولي السابق شيمي فرساليكو والحارس السابق دانيال سوباشيتش.
عاش أموراً أسوأ بكثير
ولكن وبنظر مشجعي زادار، لمودريتش مكانة مختلفة على الرغم من أنه لم يدافع إطلاقا عن ألوان الفريق، فقد التحق بنادي دينامو زغرب عندما كان في الخامسة عشرة من عمره (2000)، قبل الانتقال الى توتنهام الإنجليزي في 2008، ومنه الى النادي الملكي الإسباني عام 2012.
واعتبر سفيتكو كوستيتش، المسؤول في نادي زادار والذي يعرف مودريتش منذ طفولته، أن الأخير «شخص يعرف ماذا يريد، وقد علمته الحياة هذا الأمر، لقد عاش أمورا أسوأ بكثير عندما كان طفلا».