لا جدال في أهمية جهاز الجمارك، فهم العين الساهرة والبوابة الحديدية ضد من تسول له نفسه تهريب المواد الممنوعة، ولعل أهمها «المخدرات» التي تفنن أصحابها في كيفية إخفائها.
لكن أفراد الجمارك هم كذلك واجهة البلاد الأولى في استقبال المسافرين من أنحاء العالم، والأخيرة في وداعهم، ما يؤكد أهمية الرقي الحضاري في التعامل الشخصي لرجال ونساء الجمارك مع المسافرين، لأنها الصورة الأولى أو الأخيرة التي تبقى في مخيلة الذاكرة التي لا تنسى ولا تنمحي، وهي عادة حديث المسافر لأهله وأحبائه.
قبل بضعة أيام كنت في المطار بإحدى صالات القادمين، وقد هالني ما رأيت من منظر مؤذ جدا في طريقة تفتيش المسافرين الآسيويين، عبر فتح الشنط وتفتيش قطعة قطعة من الملابس والحاجات الشخصية، وشق المغلفات بالسكين وشمها، وكل ذلك أمام الملأ، وأمام أنظار الفضوليين!
ثم يستعجل رجل الجمارك المسافر في لملمة أغراضه للمغادرة! فيخرج هذا المسكين مستعجلا وبعض زوائد ملابسه متدلية من الشنطة التي لم يحكم إغلاقها، وهو في حالة يرثى لها من الخجل، وسط جمهور المستقبلين!
روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه».
ويقول أيضا: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه».
[email protected]