انهالت الإشادات على لاعب وسط منتخب إنجلترا جود بيلينغهام بعد عروضه الرائعة في مونديال قطر حتى الآن، لكن الامتحان الأكبر لابن التاسعة عشرة سيكون في مباراة «الأسود الثلاثة» المقبلة المرتقبة ضد فرنسا السبت المقبل في الدور ربع النهائي.
كان بيلينغهام صاحب التمريرة العرضية التي جاء منها الهدف الافتتاحي لمنتخب بلاده وترجمها جوردان هندرسون بنجاح، قبل أن يقوم بمجهود فردي رائع راوغ فيه لاعبين من السنغال ليمرر كرة أمامية باتجاه فيل فودن ومنه إلى هاري كين هداف المنتخب الانجليزي ليفتتح باكورة أهدافه في النسخة الحالية، علما أنه توج هدافا للأخيرة عام 2018 برصيد 6 أهداف. أشاد به كين بعد المباراة بقوله: «أعتقد أنه لاعب رائع، يملك كل الصفات عندما تكون الكرة بحوزته أو من دونها، يضغط بشكل جيد، ويقوم بالتدخلات عندما يلزم الأمر»، مضيفا عندما تكون الكرة في حوزته يستطيع الركض، المراوغة ويقوم بتمريرات بينية كما رأينا أمام السنغال، كان حاسما في الأهداف التي سجلناها.
بات بيلينغهام بعمر السادسة عشرة و38 يوما، أصغر لاعب يخوض باكورة مبارياته الرسمية مع برمنغهام نادي الطفولة قبل ان يصبح بعدها بـ 25 يوما أصغر لاعب يسجل له.
عندما انضم الى صفوف بوروسيا دورتموند الألماني مقابل صفقة بلغت 25 مليون يورو، أصبح اللاعب الأعلى ثمنا بعمر السابعة عشرة قبل أن يصبح أصغر لاعب يسجل هدفا في صفوف النادي الألماني.
أصبح لاعبا دوليا في نوفمبر 2020، وحدهما واين روني وتيو والكوت خاضا مباراة دولية في سن أصغر مع إنجلترا. في كأس أوروبا صيف عام 2021، بات بيلينغهام حينها بعمر 17 عاما و349 يوما، أصغر لاعب انجليزي يخوض احدى البطولات الكبرى، وأصغر لاعب في تاريخ النهائيات القارية قبل ان يحطم رقمه الپولندي كاتسبر كوزوفسكي بعدها بستة أيام ضد اسبانيا (1-1).
من جانبه، أشار لاعب وسط مان يونايتد السابق روي كين بقوله: «لم أر لاعب وسط بهذه السن يقدم عروضا مماثلة على مدى سنوات عدة».
أما زميل كين السابق في صفوف يونايتد غاري نيفيل فقال: «تابعت لاعبين عدة دافعوا عن ألوان منتخب إنجلترا وعانوا من ثقل القميص الوطني، لكنه لاعب لا يخشى أي شيء ويتمتع بنضوج عال».
حتى مدرب إنجلترا غاريث ساوثغيت الذي يعرف عنه منح الفرص أمام اللاعبين الشبان فوجئ بسرعة تطور بيلينغهام بقوله: «لا أعتقد أننا توقعنا مدى سرعة نضوج بيلينغهام، لقد ارتقى بمستواه في الأشهر الخمسة الماضية إلى مستوى خارق».
إلى ذلك، يتطلع المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت لأول اختبار حقيقي لفريقه عندما يواجه المنتخب الفرنسي، بطل العالم، يوم السبت المقبل في دور ربع النهائي في المونديال.
وبعد أن تصدر المنتخب الإنجليزي المجموعة الثانية، افتتح الأدوار الاقصائية بفوز مريح على منتخب السنغال 3-0 الأحد في دور الـ16، وقال مدرب إنجلترا عن مواجهة فرنسا:«لدينا مباراة رائعة، أليس كذلك؟»، مضيفا: المنتخبان لديهما تاريخ رائع في كرة القدم، لا يمكن للمباراة أن تكون أكثر إثارة، وبالمناسبة، تاريخنا ليس جيدا مقارنة بالآخرين، ولكننا سعداء للغاية، قيل لي إنها المرة الأولى التي نفوز فيها في الأدوار الاقصائية في ثلاث بطولات متتالية، وهذا جزء آخر من تاريخ يمكن للفريق أن يحققه وعلينا محاولة الاستمرار في تحقيق ذلك.
وقبل أربع سنوات، فإن أحلام المنتخب الإنجليزي في كأس العالم انتهت في الدور قبل النهائي بعد الخسارة أمام كرواتيا بعد الأشواط الإضافية، وبعدها وصل المنتخب الإنجليزي إلى نهائي بطولة أمم أوروبا التي أقيمت العام الماضي.
وأبرزت هذه النتائج تطور الفريق، ولكن ساوثغيت أكد دائما على أن هناك حاجة للبدء في الفوز على الدول الكبرى بشكل دائم إذا أراد المنتخب الإنجليزي أن يصبح أفضل فريق في العالم.
وقال ساوثغيت لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»: «كما تعلمون هذا أول اختبار حقيقي لنا، نعلم أنها خطوة للأمام عن كل شيء حققناه إلى الآن»، مضيفا: ولكن الفريق اكتسب الكثير من الخبرة في الأعوام القليلة الماضية، يلعبون بثقة، ويبدو أنه يمكننا أن نشكل تهديدا لأي فريق، نسجل الأهداف، نحافظ على نظافة شباكنا مرة أخرى، ومن الرائع رؤية هذا، لذلك نحن في وضع جيد، ولكننا نعرف مستوى منافسنا أيضا.