إبراهيم مطر
كثيرا ما ترافق المباريات حالات تثير الجدل، ليس بين اللاعبين على المستطيل الأخضر فقط، ولكن بين خبراء اللعبة والجماهير المتابعة، وخصوصا الأهداف المسجلة وضربات الجزاء وحالات التسلل، ولذلك فكر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في طريقة تكفل القضاء على حالات الجدل والانتقادات التي تلاحق قرارات حكام المباريات، والحد من هامش الخطأ لدى الحكام وتفادي أي هفوة ولو صغيرة، كما حدث في الدورات السابقة من نهائيات كأس العالم، والتي أهدت أحيانا منتخبات انتصارات غير مستحقة.
الحل السحري كان في تقنية حكم الفيديو المساعد «VAR»، التي تتيح لحكم الساحة الموجود داخل أرضية الملعب العودة لمشاهدة بعض الحالات، لاتخاذ القرار النهائي والسليم أو العدول عن قرار سابق اتخذه.
وكان مونديال روسيا 2018 أول نسخة تشهد الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد، ولكن هذه النسخة 2022 شهدت إدخال تحديثات جديدة، أو لنقل «ثورة تكنولوجية» كبيرة لتحقيق أكبر قدر من العدالة، هذه الثورة لحقت حتى بالكرة التي يركلها اللاعبون والتي تحتوي على مستشعرات موجودة بداخلها، تجعل الحكام والحكام المساعدين على اتصال مباشر ودائم، خصوصا للكشف عن حالات التسلل التي تستعصي على العين المجردة.
لكن هذه التقنيات رغم أنها تحقق نسبة كبيرة من العدالة، إلا أنها كثيرا ما أوجدت لحظات من الفرح والسعادة، وفي الوقت نفسه كثيرا من لحظات الحزن والألم، خاصة عند احتساب أو إلغاء هدف سواء بداعي التسلل أو الخطأ.
ومن الحالات التي شهدت لغطا وجدلا كبيرا ما حدث مع لاعب المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو، أثناء مباراة منتخب بلاده مع أوروغواي في دور المجموعات، بعد أن حرم من احتساب هدف كان سيساعده على تعزيز أرقامه القياسية، إثر ارتقائه لتحويل كرة برأسه مرسلة من زميله فيرنانديز، وبعد لغط كبير لجأ الاتحاد الدولي «فيفا» إلى نشر بيان لتوضيح الأسباب التي جعلته لا يحتسب الهدف لرونالدو وذلك بعد اللجوء إلى تقنية معتمدة من شركة أديداس أثبتت أن رونالدو لم يلمس الكرة برأسه.
وفي حالة أخرى، أثارت لغطا أشد من سابقتها، ذلك الهدف الذي أحرزه منتخب اليابان في مرمى إسبانيا في دور المجموعات أيضا، والذي أهدى منتخب «الساموراي» التأهل متصدرا لمجموعته، وحرم الإسبان من المركز الأول، كما أنه دفع بالمنتخب الألماني إلى خارج المونديال.
فبعد أن اعتقد الجميع أن الكرة تجاوزت الخط، وأن حكم المباراة سيلغي الهدف، جاءت المفاجأة بإثبات سلامة قرار الحكم من خلال التكنولوجيا المعتمدة في الكرات التي تضم جهاز استشعار يحدد خروجها وعبورها الخط من عدمه.
ورغم غضب وانتقاد الكثيرين، إلا أن هذه هي متعة كرة القدم، خليط من الألم والأمل، تسعد وتبكي، تشيع الفرح وتسقط الدموع، تنشر السعادة وتثير الألم، وبين لحظة وأخرى ينقلب الأمر إلى ضده، فبين جماهير تهلل فرحا وأخرى تبدي الحسرة تتدخل «التكنولوجيا» لتقلب الأمور رأسا على عقب، ويتبدل الحال.. نعم إنها «الساحرة المستديرة».