العنصرية والتمييز العنصري هي ممارسات لاضطهاد وتهميش فئات أو أشخاص أو مجموعات لأسباب منها العرق أو اللون أو الدين أو الثقافة أو الجنسية، وقد تصل هذه الممارسات إلى العنف والقتل بطرق وحشية وتتخذ العنصرية أشكالا وصورا متعددة.
وقد دعا الإسلام إلى نبذ العنصرية والتفرقة بين الناس إلا بالتقوى، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى».
ولذلك، حث ديننا الإسلامي على محاربة العنصرية والتمييز العنصري لما له من آثار سلبية على الأفراد والمجتمع والتنمية وكان ميثاق الأمم المتحدة يقوم على مبدأ الكرامة والمساواة للجميع.
ومن الأهداف الأساسية التي ينشدها تحقيق التعاون الدولي لتعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعا دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين.
والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يعلن أن البشر يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق، ومن حق كل إنسان أن يتمتع بجميع الحقوق والحريات المقررة دون أي تمييز، والجميع متساوون أمام القانون دون تمييز وحمايتهم من أي تمييز أو تحريض قد يحدث لهم. وقد حثت الدول على حظر أي نوع من العنصرية أو حتى القبلية وسنت بعض القوانين التي تعاقب كل من ينتهكها.
وفي عام 1965، اعتمد المجتمع الدولي الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري التي التزم بموجبها بالقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري، ومع ذلك فلا زال هناك من يعانون مظالم العنصرية وما تتبعه من وصم وتمييز.
إن العنصرية هي من أسوأ السلوكيات والأمراض التي تمارس في العديد من المجتمعات، فهي تقوم على استبداد الناس والتعامل معهم بشكل غير إنساني وتخلق جوا من الحقد والكراهية بينهم، وقد تعمل على إشعال شرارة الحرب في المجتمع لتعصُّب كل طائفة لأفكارها.
وتتركز العنصرية في عدة أسس، منها القومية واللغة والعادات والتقاليد والمعتقدات والطبقة الاجتماعية والثقافات ولون البشرة، وكلها تعمل على تفكيك الروابط الاجتماعية بين الأفراد وتروج لمشاعر الحقد والكراهية، ما يؤدي إلى حالة عدم الاستقرار والاضطهاد والخوف بين أفراد المجتمع.
إن الدين الإسلامي حارب العنصرية والطبقية بكل صورها وأنواعها، وبين أن الاختلاف في الجنس البشري طبيعي وتعدد ألوانه وأشكاله هي آية من آيات الله في هذا الكون، ولذلك فإنه يجب على الحكومات أن تطبق مبدأ المساواة والعدل بين أفراد المجتمع، وأن يتم حل المشاكل القائمة بين أفراد المجتمع وفرض عقوبات وقوانين على من يعمل على إثارة الفتن بين فصائل المجتمع وأفراده ليسود الأمن والاستقرار والعدالة للجميع.