بعد مرور 88 عاماً على ولادة هذا الحلم، تمكن منتخب المغرب أخيرا من تحويله إلى واقع، بعدما أصبح أول منتخب عربي يبلغ دور الثمانية في نهائيات كأس العالم.
وواصل منتخب المغرب صنع التاريخ في مونديال قطر، بعدما تغلب بركلات الترجيح على نظيره الإسباني في دور الـ 16، ومنذ أن ظهرت المنتخبات العربية للمرة الأولى في كأس العالم حينما شارك المنتخب المصري في نسخة 1934، ظل حلم التواجد ضمن الثمانية الكبار بالبطولة الأهم والأقوى في عالم الساحرة المستديرة يراود الجماهير العربية، وأصبح حلم رؤية أحد المنتخبات العربية ضمن عمالقة الكرة في العالم واقعا الآن، بفضل المسيرة المذهلة لـ«أسود الأطلس» في مونديال 2022، والأداء البطولي لنجومه في ظل مؤازرة جماهيرية عربية غير مسبوقة.
وبدأت ولادة هذا الحلم مع أول هدف يحرزه العرب في المونديال عن طريق اللاعب المصري الراحل عبدالرحمن فوزي في مونديال 1934، ثم أصبح ينمو مع أول نقطة تحصل عليها المنتخبات العربية في كأس العالم عن طريق منتخب المغرب في مونديال 1970 بالمكسيك.
وأخذ الحلم في النمو مع أول انتصار عربي في كأس العالم، والذي جاء عن طريق المنتخب التونسي عام 1978 في الأرجنتين على حساب المكسيك.
وتعززت الآمال العربية في اجتياز دور المجموعات للمرة الأولى في كأس العالم خلال مونديال 1982 في إسبانيا، الذي شهد حضورا رائعا من المنتخب الجزائري، الذي تغلب على منتخبي ألمانيا وتشيلي آنذاك، لكنه لم يتمكن من حصد بطاقة العبور للدور الثاني في النهاية.
وجاءت الانفراجة في النسخة التالية للمونديال عام 1986 بالمكسيك، الذي شهد تأهل منتخب المغرب للأدوار الإقصائية، ليصبح أول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز، وتتعاظم معه أحلام الجماهير العربية التي كانت ترغب في مشاهدة أحد منتخباتها وهو يمضي قدما في هذا العرس العالمي الكبير.
وكان منتخب المغرب قريبا من دور الثمانية في المونديال المكسيكي، لولا خسارته 0-1 في اللحظات الأخيرة أمام ألمانيا الغربية، الذي شق طريقه نحو الصعود للمباراة النهائية.
وتجدد الحلم خلال مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأميركية، الذي شهد صعودا عربيا آخر لدور الـ16 من خلال المنتخب السعودي، لكن مشواره توقف عند تلك الحدود عقب خسارته 1-3 أمام السويد.
وانتظر العرب 20 عاما أخرى من أجل رؤية فريق عربي بدور الثمانية، حتى تجدد هذا الأمل مرة أخرى في نسخة 2014 بالبرازيل، الذي شهد صعود المنتخب الجزائري لدور الـ16، لكنه لم يتمكن أيضا من اجتياز عقبة منتخب ألمانيا، ليخسر أمامه 1-2 بعد اللجوء للوقت الإضافي، ليواصل بعدها منتخب «الماكينات» مشواره في البطولة ويتوج باللقب العالمي في النهاية.
وكانت كرة القدم العربية على موعد مع تحقيق الحلم أخيرا في 6 ديسمبر 2022، عندما تخطى فريق المدرب المحلي وليد الركراكي المنتخب الإسباني، بطل كأس العالم عام 2010 وما زالت الجماهير العربية تحلم وتنتظر المزيد من منتخب المغرب خلال لقائه المرتقب مع نظيره البرتغالي السبت المقبل على ملعب الثمامة، من أجل تحقيق الإعجاز بالتواجد ضمن منتخبات المربع الذهبي في المونديال.
وسيكون منتخب المغرب بحاجة لاستلهام قوة ورباطة جأش بادو الزاكي وعبدالرزاق خيري وعبدالكريم ميري وعزيز بودربالة ومصطفى البياز ومحمد التيمومي، وغيرهم من النجوم الذين قادوا منتخب المغرب لتحقيق أول انتصار في تاريخه في بطولة كأس العالم عقب فوزه 3-1 على البرتغال قبل 36 عاما، من أجل تحقيق الأمل المنشود.