تطبيق البصمة في الجهات الحكومية يهدف إلى ضبط آلية العمل، كما أنه يلزم الموظفين بالتواجد في مقار أعمالهم مهما كانت وظيفتهم.
وزارة الصحة على سبيل المثال إلى اليوم لا تعترف بنظام البصمة على موظفيها من الكادر الطبي فيما نجدها تطبقه على الموظفين الإداريين علما بأن طبيعة العمل واحدة، إما أن تكون في فترة صباحية أو بنظام النوبات، لا يخفى على الجميع أن مرافق وزارة الصحة تشتكي من نقص في عدد الأطباء رغم عددهم الكبير، ويعود ذلك النقص المصطنع إلى سوء التوزيع وعدم متابعة المسؤولين سواء من رؤساء أو مديرين لتواجد الأطباء في عياداتهم وأقسامهم أو في مقر عملهم بشكل يومي.
نستغرب من الأصوات التي ترى أن تطبيق البصمة على الأطباء مخالف ويتسبب في إرباك العمل.
وفي المقابل نجد هناك وظائف أخرى شاقة يلزم أصحابها بالبصمة والعمل والإنتاجية، علما بأن جميع الموظفين خاضعون للوائح وقوانين الخدمة المدنية الذي يفرض على جميع موظفين الدولة التابعين له تطبيق بصمة الحضور والانصراف دون تمييز.
نعلم جيدا أن تطبيق البصمة سيؤثر على البعض من غير الملتزمين بعملهم سواء بوقت الخفارات أو الدوام الرسمي بسبب انشغالهم في أمور أخرى.
نعم هناك عدد كبير ملتزم بعمله ومن الظلم عدم إنصافه، حيث إن تطبيق البصمة بالنسبة لهؤلاء من عدمه لن يكون عائقا، فهم أول المرحبين بالبصمة، ولكن يتواجدون في العمل وقت تواجد مسؤوليهم فقط، متناسين أن عملهم الأصيل يتطلب حضورهم بشكل يومي للعمل وفق ساعات محددة أسوة بموظفي وزارات الدولة الأخرى، الأمر الذي يتطلب من ديوان الخدمة المدنية الاستعجال في فرض بصمة الحضور والانصراف على الكادر الطبي أسوة بموظفي الجهات الحكومية الأخرى.
لذلك بات من الضروري على ديوان الخدمة أولا إلزام وزارات الدولة بربط البصمة بشكل مباشر بالديوان حتى يكون الديوان صاحب القرار الوحيد في إصدار العقوبات الإدارية.
كذلك يجب على وزارة الصحة تطبيق القانون ومعاملة كوادرها الطبية والإدارية بمسطرة واحدة، وتطبيق البصمة على الجميع دون استثناء، وإنهاء فكرة إحالة الأطباء من العمل الطبي إلى الإداري إذا أرادت سد النقص، وهذا ما تعنيه معظم مرافق الوزارة ومكاتب القياديين بالوزارة خير شاهد على ذلك فكم من طبيب يحتاج إليه العمل تم فرزه بسبب أو بآخر.
يجب على المسؤولين في الوزارة التأكد من التزام الموظفين في أعمالهم، وخفاراتهم التي يتقاضون عليها البدلات، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب بحق المتقاعسين إن وجد.
ومنا إلى وزير الصحة النشط د.أحمد العوضي، نقول له «اعقلها وتوكل» وطبق البصمة وسترى الانضباط.
[email protected]