الدوحة - فريد عبدالباقي
رفع مدرب المغرب وليد الركراكي سقف طموحات المدرب الوطني العربي في تحقيق إنجاز تاريخي حال تتويجه بلقب مونديال قطر، حيث دخل الركراكي التاريخ كونه أول مدرب مغربي وعربي وافريقي يقود منتخب بلاده للوصول إلى ربع النهائي منذ انطلاق نهائيات كأس العالم عام 1930.
ونجح الركراكي الذي تولى تدريب منتخب المغرب في 31 أغسطس الماضي خلفا للمدرب البوسني وحيد خليلودجيتش، اي قبل أقل من 3 أشهر من البطولة، حيث تم تقديم الركراكي مدربا أول لـ «أسود الأطلس» من قبل رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع بعقد يمتد حتى 30 يونيو 2025 وبراتب شهري قدره 60 ألف يورو، وذلك خلال مؤتمر صحافي في المجمع الرياضي محمد السادس.
وهكذا أصبح الركراكي المدرب المغربي الـ14 الذي يدرب أسود الأطلس منذ عام 1957، وبصم على مشاركة مميزة في مونديال قطر، إذ أصبح أول مدرب عربي يصل إلى الدور الثاني في نهائيات كأس العالم.
عقدة المدرب الأجنبي
كحال النسخ الماضية من بطولات كأس العالم، يستمر فوز المدرب الوطني مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم، فقد توج المدرب الوطني بالنسخ الـ21، وفي هذه النسخة الحالية تستمر الظاهرة، حيث شهدت منافسات دور الـ 16 تواجد 15 مدربا وطنيا للمرة الأولى في تاريخ النهائيات، وذلك بوجود الركراكي في القيادة الفنية لمنتخب المغرب، وتيتي مع البرازيل، وزلاتكو داليتش مع كرواتيا، وهاجيكي مورياسو مع اليابان، وجريج بيرهاتلر مع أميركا، ولويس فان غال مع هولندا، ومورات ياكين مع سويسرا، وتشيسلاف ميشنيفيتش مع پولندا، وجراهام أرنولد مع أستراليا، وأليو سيسيه مع السنغال، وفرناندو سانتوس مع منتخب البرتغال، وليونيل سكالوني مع الأرجنتين، وديديه ديشامب مع منتخب فرنسا، وغاريث ساوثغيت مع إنجلترا، ولويس إنريكي مع إسبانيا، فيما كان منتخب كوريا الجنوبية هو الوحيد الذي يتولى تدريبه المدرب البرتغالي باولو بينتو، وقد ودع المنتخب الكوري منافسات البطولة بعد خسارته أمام منتخب البرازيل بنتيجة 1-4 في دور الـ 16، لتقتصر المنافسات على المدربين الوطنيين في ربع النهائي.
ديشامب يتطلع لإنجاز الإيطالي فيتوريو
منذ انطلاق المونديال عام 1930 في الأوروغواي كانت السيطرة وتحقيق الإنجازات مقصورة على المدرب الوطني، الذي نجح في التتويج بلقب كأس العالم على مدار 21 نسخة، وكان آخرها الفرنسي ديديه ديشامب عندما قاد منتخب الديوك للتتويج بلقب مونديال روسيا 2018. ولم يتم إسناد مهمة تدريب منتخبي البرازيل وألمانيا، لمدرب أجنبي على مدار التاريخ، وهما من أنجح المنتخبات على مستوى العالم.
وعلى مدار النهائيات لم يفلح المدرب الأجنبي، إلا في الوصول إلى النهائي وذلك في نسخة 1958 التي جرت في السويد، حيث تأهلت السويد تحت قيادة المدرب الإنجليزي جورج راينور، ويومها خسر أمام البرازيل 2-5، وتبعه النمساوي إرنست هابيل مع «الطواحين الهولندية» في نهائي 1978، وخسر أمام الأرجنتين 1-3، في البطولة التي جرت في بلاد «التانغو».
ويتطلع المدرب الفرنسي ديديه ديشامب إلى معادلة الرقم القياسي المسجل باسم الإيطالي فيتوريو بوتسو الذي توج بلقب كأس العالم مرتين مع منتخب بلاده في نسختي 1934 و1938، ليكون المدرب الوحيد الذي فاز باللقب مرتين، وإجمالا فاز بكأس العالم 20 مدربا مختلفا يمثلون 8 جنسيات، ويشترك 3 مدربين في إنجاز فريد بحصد المونديال لاعبين ومدربين، وهم: البرازيلي ماريو زاجالو «1958 لاعبا و1962 مدربا»، والألماني بيكنباور «1974 لاعبا و1990 مدربا»، وأخيرا في النسخ الماضية الفرنسي ديديه ديشامب «1998 لاعبا و2018 مدربا».