تنطلق اليوم مباريات ربع نهائي مونديال قطر والتي تشهد تواجد أقوى 8 منتخبات في البطولة، حيث سيكون الصراع على أشده لحجز بطاقات المربع الذهبي.. وهنا يطرح تساؤل مهم حول أي نجم كبير سيترك بصمته في تاريخ المونديال ويقود منتخب بلاده لحصد لقب النسخة الـ 22؟.
لا شك أن هذا الدور يشهد تواجد ثلاثي باريس سان جرمان «الذهبي» مع منتخباتهم الوطنية حيث يقود ليونيل ميسي «التانغو الأرجنتيني» فيما يقود نيمار «السامبا البرازيلية» وكذلك النجم الصاعد بقوة كيليان مبابي مع حاملي اللقب «الديوك الفرنسية»، ولا يبتعد عن هؤلاء النجوم كثيرا مجموعة أخرى من اللاعبين الكبار، وهنا الحديث عن كريستيانو رونالدو مع البرتغال وهاري كين مع انجلترا ولوكا مودريتش مع كرواتيا وديباي مع هولندا وأخيرا حكيم زياش وسفيان امرابط وغيرهما من كتيبة محاربي «أسود الأطلس».. ولا شك ان صراع ثلاثي «باريس» سيخطف الأضواء في هذه المرحلة.
ميسي.. كل خطوة بخطوتها
«خطوة إضافية نحو الهدف»، هذا ما قاله النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بعد الفوز على أستراليا (2-1) في الدور ثمن النهائي.
وها هي هولندا الآن وقد يأتي من بعدها الخصم التاريخي البرازيل التي ستصطدم بالأرجنتين في نصف النهائي في حال تأهلهما.
في منتخب الأرجنتين حيث هو النجم المطلق، يحلم ميسي بقيادة بلاده إلى اللقب كي يرتقي أخيرا الى مستوى الأسطورة دييغو مارادونا الذي أهدى العملاق الأميركي الجنوبي لقبه الثاني والأخير عام 1986.
ففي سن الـ35 من المرجح أن يكون المونديال القطري الفرصة الأخيرة لأفضل لاعب في العالم 7 مرات كي يصبح بطلا للعالم. فبعد 4 نسخ دون تسجيل أي أهداف في الأدوار الإقصائية، فك ميسي أخيرا العقدة في مشاركته الخامسة وسجل خلال ثمن النهائي في مرمى أستراليا، فهل يكون ذلك مفتاح قيادة «ألبيسيليستي» الى اللقب؟
زميل ميسي في باريس سان جرمان الفرنسي، الذي حرمه كاحله من المشاركة في الجولتين الثانية والثالثة من دور المجموعات، سيحاول نيمار إهداء البرازيل و«الملك» بيليه الراقد في المستشفى لقبا طالب انتظاره منذ 2002.
ويخوض نيمار ربع النهائي بمعنويات جيدة بعدما افتتح سجله التهديفي في قطر بالتسجيل في مرمى كوريا الجنوبية خلال ثمن النهائي، ليصبح على بعد هدف من معادلة رقم بيليه من حيث عدد الأهداف بألوان «سيليساو» والبالغ 77 في 76 مباراة.
طمأن نجم برشلونة الإسباني السابق الشعب البرازيلي بالقول «أنا سعيد جدا بعودتي الى أرض الملعب ولتقديمي أداء جيدا» و«لم أشعر بأي آلام في الكاحل».
مبابي.. وحلم لقب ثان توالياً
يحلم كيليان مبابي بأن يعيش ملحمة الفوز بكأس العالم للمرة الثانية تواليا عن 23 عاما، مثل «الملك» بيليه قبله، على أمل ألا يختبر مصير الأخير إذ عجز البرازيلي عن إكمال نهائيات 1962 بسبب الإصابة.
بأهدافه الخمسة التي وضعته في صدارة ترتيب هدافي المونديال القطري، يمني النجم الآخر لسان جرمان في أن يواصل أداءه الصاروخي في كأس العالم التي تشكل «هوسا بالنسبة لي، هي مسابقة أحلامي».
وتابع الذي أصبح بعمر 23 عاما و349 يوما أصغر لاعب يسجل 5 أهداف في الأدوار الإقصائية من كأس العالم منذ بيليه عام 1958 (17 عاما و249 يوما) قائلا: «بنيت موسمي حول هذه البطولة وأن أكون جاهزا لها بدنيا ونفسيا»، مستطردا «لكن ما زلنا بعيدين عن الهدف الذي وضعناه وعن الذي وضعته أنا شخصيا».
رونالدو يسقط من عليائه
كانت العدسات موجهة الى مقاعد البدلاء أكثر من تلك الموجهة تجاه المنتخب البرتغالي خلال أداء النشيد الوطني قبيل المباراة التي فاز بها «سيليساو» أوروبا على سويسرا 6-1.
والسبب كريستيانو رونالدو بديلا!.. فبعدما توج بطلا لأوروبا عام 2016 من دون أن يكمل المباراة النهائية ضد فرنسا نتيجة تعرضه لإصابة بعد نصف ساعة على البداية، هل يتكرر السيناريو في الدوحة وتتوج البرتغال باللقب العالمي الأول في تاريخها مع رونالدو المتواجد على مقاعد البدلاء وخارج التشكيلة؟
ولا يبدو أن رونالدو سيستفيد من مشاركته المونديالية الخامسة والأخيرة كي يلمع صورته حتى إن فازت بلاده باللقب، وذلك نتيجة السلبية التي ظهر بها بسبب تذمره الدائم أو حتى الاعتراض على قرار مدربه فرناندو سانتوش باستبداله ما دفع الأخير إلى انتقاده علنا.
وأقر سانتوش بأنه لم يكن راضيا عن تصرف رونالدو، قائلا بعد خسارة الجولة الأخيرة من دور المجموعات ضد كوريا الجنوبية: «رأيت المشاهد ولم تعجبني أبدا... لم تعجبني أبدا».
وبدا رونالدو كأنه عبء حتى على المنتخب الذي وجد نفسه مجبرا على التعامل يوميا مع أسئلة الصحافيين بشأن «سي آر 7» بعد الهجوم الذي شنه على فريقه مانشستر يونايتد ومدربه الهولندي إريك تن هاغ، ما دفع النادي الإنجليزي الى التخلي عنه.
كين والحذاء الذهبي
لم يتمكن أحد من الظفر بجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في المونديال مرتين منذ قرابة قرن من الزمن. هاري كين (6 أهداف في 2018) لايزال في السباق.
فقد نجح قائد منتخب إنجلترا في إيجاد طريقه الى الشباك أخيرا بالتسجيل في مرمى السنغال خلال ثمن النهائي (3-0). وقال كين بعد المباراة «أنا سعيد بافتتاح رصيدي لكن أيضا لمساعدة الفريق».
حتى من دون تسجيل أهداف، كانت بدايته في مونديال قطر ناجحة بتحقيقه 3 تمريرات حاسمة في دور المجموعات. الآن يحلم بأن يتكرر سيناريو 1982 حين عجز الإيطالي باولو روسي عن التسجيل في المباريات الأربع الأولى قبل أن يضرب بثلاثية «هاتريك» ضد البرازيل (3-2) وثنائية في نصف النهائي وهدف في المباراة النهائية، ليقود بلاده الى لقبها الثالث، محرزا في طريقه الحذاء الذهبي.
«البريمييرليغ» الأكثر تمثيلاً في دور الـ 8
يعد الدوري الإنجليزي «البريمييرليغ» البطولة الوطنية الأكثر تمثيلا في الدور ربع النهائي من مونديال قطر، بـ 61 لاعبا يمثلون 14 ناديا، فيما تشارك قطبا مانشستر سيتي ويونايتد المركز الأول من بين الأندية الأوروبية الأكثر تمثيلا في هذا الدور.
وعلى الرغم من الإقصاء المفاجئ لإسبانيا من الدور ثمن النهائي على يد المغرب، فإن الدوري الإسباني يأتي في المركز الثاني مع 30 لاعبا في 8 أندية.
كذلك، ورغم غياب المنتخب الإيطالي عن المونديال، فقد حلت «سيري آ» في المركز الثالث مع 23 لاعبا يلعبون في 9 أندية مختلفة. ثم يأتي الدوري الفرنسي بـ 18 لاعبا في 8 أندية، والفضل الأكبر هنا لباريس سان جرمان بطل فرنسا، ثم الدوري الألماني بـ 17 لاعبا في 8 أندية، فالهولندي بـ 11 لاعبا في 3 أندية.
وعلى مستوى الأندية، يمتلك كل من مانشستر سيتي ويونايتد أكبر عدد من اللاعبين الموجودين في ربع نهائي قطر مع 11 لاعبا لكل منهما، يليهما سان جرمان وأياكس أمستردام بـ 7 لاعبين في المركز الثالث، وتساوى في المركز الرابع بـ 6 لاعبين من أندية: يوفنتوس، بايرن ميونيخ، توتنهام، ليفربول، ريال مدريد وأتلتيكو مدريد.