(هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بيّن فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا - الكهف: 15)
في هذه الآية يصف أصحاب الكهف قومهم وما يعتقدونه من شرك بالله عزّ وجلّ الذين اتخذوا أصناما آلهة تُعبد من دون الله واستخدموا كل الوسائل والتدابير كي يسود هذا المعتقد الباطل بين أفراد الشعب حتى الكذب كان أحد وسائلهم التي استخدموها حتى يثبتوا صحة عبادتهم لتلك الأصنام.
أما الفتية فقد استنكروا هذا المعتقد من قومهم، وخصوصا ان قومهم لا يملكون دليلا ولا برهانا يستطيعون أن يستندوا إليه لإثبات صحة معتقدهم الباطل واستعانوا بالكذب على الله عزّ وجلّ لإثبات صحة عبادتهم للأصنام.
يقول سيد قطب في ظلاله: هذا هو طريق الاعتقاد، أن يكون للإنسان دليل قوي يستند اليه وبرهان له سلطان على النفوس والعقل، وإلا فهو الكذب الشنيع، التذرع بالكذب لإثبات صحة ما تعتقده من منهج في الحياة هو الظلم بعينه، وإذا كنت تنسب هذا الكذب الى الله عزّ وجلّ فهو من أشد أنواع الظلم.