دول مجلس التعاون الخليجي قوة اقتصادية كبيرة، ومواطنو «التعاون» أينما يسافرون يكونون موضع ترحاب ليس من منطلق أنهم شعوب عربية مسالمة فحسب ولكن لأنهم ينفقون بسخاء مبالغ على الإقامة أو العلاج أو في النزهات.
المقاطعة الخليجية لأي دولة أو لمجموعة دول مؤثرة وموجعة للغاية والتجارب على ذلك كان لها تأثير السحر وجعلت من اقتصاديات الدول التي تمت مقاطعتها تعاني والأمثلة على ما أقوله عديدة جدا ولا مجال لحصرها، وبالتالي متى ما اتخذت دولنا وقررت واتفقت فيما بينها على خطوة ما ستحقق ما تريد وكما نعلم أن التواصل الخليجي قائم والتنسيق أيضا.
رهن لجنة الحريات المدنية والعدل والشؤون الداخلية في البرلمان الأوروبي، إعفاء المواطنين الكويتيين من تأشيرة «الشنغن» بتعليق عقوبة الإعدام أعيد وأكرر أنه غير مقبول وتدخل غير مبرر في الشأن الداخلي للكويت ويجب أن يواجه بعمل جماعي سواء شعبي أو من قبل وزارة الخارجية كتسجيل اعتراض أو خطوات ديبلوماسية متعارف عليها البرلمان الأوروبي عزا قراره والذي أقل ما يوصف به أنه تدخل سافر إلى مخاوف جدية بشأن حقوق الإنسان والحريات الأساسية ليس في الكويت فحسب وإنما أيضا الأشقاء في قطر وعمان، مبررين هذا أيضا بحقوق العمال والمرأة والمجتمع، وحرية الدين والتعبير، وحق التجمع، فضلا عن التعذيب والوفاة، أعضاء البرلمان زعموا أن تفعيل التأشيرة لتطوير الشراكة بين دول الاتحاد الأوروبي والدول الخليجية، وفق آليات الحوار ومناقشة حقوق الإنسان على أن يكون الحوار سنويا على الأقل، وإبلاغ البرلمان الأوروبي بالتقدم المحرز، مع إلغاء إعفاءات التأشيرة إذا لم يكن هناك تقدم في المجالات المشار إليها، والاستفادة من حرية التأشيرة، وبعض من هذه الخطوات مستحيلة التطبيق، وشخصيا أرى أن كل ذلك يتلاشى بالضغط الاقتصادي الجماعي.
سعي البرلمان الأوروبي لفرض تلك الإملاءات يمكن أن يقابل بمقاطعة الشعوب الخليجية التوجه إلى الدول الأوروبية إلا للضرورة القصوى، وفي هذه الحالة سيروا ثمار هذه الاشتراطات التعسفية والتي تعد تدخلا غير مقبول في الشأن الداخلي لدول مجلس التعاون وفرض تقاليد غير مقبولة.
وفي الختام أذكر البرلمان الأوروبي بأن القوانين لدينا متسقة مع شريعتنا الإسلامية السمحة وتقاليد وعادات نفخر بها. حفظ الله الكويت من كل مكروه.
[email protected]