أكدت الباحثة الكويتية فضة الدويش الخميس أهمية بناء منظومة واقعية وشاملة لمؤسسات العمل العربي المشترك «خاصة في ظل المتغيرات السياسية الاقليمية والدولية الحالية».
جاء ذلك في كلمة الدويش أمام مؤتمر الشباب وتعزيز العمل العربي المشترك الذي انطلقت أعماله بالقاهرة تحت شعار «شباب يصنع المستقبل» وينظمه مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة ومعهد البحوث والدراسات العربية وبرعاية وزارة الشباب والرياضة المصرية.
واستعرضت الدويش في هذا الإطار موضوع بحث تقدمت به الى معهد البحوث والدراسات العربية تحت عنوان «مستقبل مؤسسات العمل العربي المشترك» والذي حاز جائزة الشباب العربي لعام 2021.
واشارت الى التحديات الامنية والاقتصادية التي تواجه مؤسسات العمل العربي المشترك، مشيدة بالدور الذي تقوم به جامعة الدول العربية اقتصاديا واجتماعيا وانجازاتها على الساحة الدولية ازاء القضايا التي تواجه دولها الاعضاء.
وشددت الدويش على اهمية اصلاح منظومة العمل العربي المشترك، معتبرة ان إقرار قمة عربية دورية يعد إنجازا لتحقيق الاهداف المرجوة من العمل العربي المشترك.
واكدت كذلك اهمية توافر النظام المؤسسي وإرساء العمل المشترك، داعية الى ضرورة وضع ميثاق جديد يحدد الدور ازاء القضايا الحالية خاصة الجوانب الامنية والاقتصادية وما يتعلق بالأمن الغذائي.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تكريم الباحثة الكويتية لحصولها على المركز الاول لجائزة الشباب العربي عام 2021 عن دراستها بعنوان «مستقبل مؤسسات العمل العربي المشترك» الى جانب تكريم عدد من الشخصيات العربية.
من جانبه، أكد رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشباب الكويتي عبدالرحمن السعيدي اهتمام القيادة السياسية الكويتية متمثلة في صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد بالشباب والعمل العربي المشترك.
وقال السعيدي في كلمته إنه اتساقا مع هذا الاهتمام نظمت لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشباب الكويتي أول حلقة نقاشية للمجلس بعنوان «ديبلوماسية الشباب» في الـ 19 من يونيو الماضي حظيت بحضور واهتمام عدد كبير من السفارات الخليجية والعربية كونها ناقشت شكلا جديدا من أشكال الدبلوماسية الشعبية.
واستعرض السعيدي ما مر به الشباب العربي في السنوات العشر الاخيرة «من تحديات وأزمات كثيرة لاسيما ما يسمى بالربيع العربي وما أنتجه من فوضى عارمة وبروز للجماعات المتطرفة والارهابية وحروب أهلية طاحنة، إضافة إلى أزمة كورونا العالمية وما نتج عنها من آثار اقتصادية حادة وغيرها من الأزمات».
واشار الى الدروس المستفادة المتحققة من جراء هذه الازمات وأولها المحافظة على الأمن «في بلداننا والتعاون مع حكوماتنا وتعزيز لغة الحوار البناء للوصول لحلول لقضايانا واحتياجاتنا كشباب عربي».
وشدد على ضرورة مواجهة تحديات مشتركة تتطلب منا العمل معا، مبينا ان «العمل الفردي لكل دولة على حدة لن يجدي نفعا في مواجهة قضايا عابرة للقارات مثل التطرف والارهاب والتغير المناخي».
واستذكر السعيدي جهود سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، في صناعة واقع عربي وخليجي افضل من خلال وساطته التاريخية في الأزمات العربية وآخرها الأزمة الخليجية عام 2017.
ولفت في كلمته الى ان الكويت لم تصم آذانها أو تغض بصرها عن الخلافات والأزمات العربية، لاسيما دورها المعهود في تضميد الجراح العربية ولملمة الأوراق المتبعثرة بالوساطة والمساعي الحميدة.
وقال السعيدي إن «كويت العرب دار الثقافة والأدب والفن وحرية الكلمة والكرامة والديموقراطية وهي كويت الانسانية العين الساهرة على مداواة الجروح ونجدة الملهوف ونصرة المظلوم في شتى بقاع العالم».
كما ثمن دور مصر «العروبة والعرب» عاصمة العمل العربي المشترك والعمود الفقري للأمن القومي العربي، متمنيا للمؤتمر نجاحا مثمرا نحو تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك.
بدوره، أكد نائب رئيس المكتب التنفيذي بمجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة محمد الياسين دور الكويت في دعم الشباب العربي ومساهمتها في التنمية البشرية في العالم العربي.
واشار الياسين، في تصريح لـ «كونا» في ختام أعمال مؤتمر الشباب وتعزيز العمل العربي المشترك، الى الدور الفعال للكويت في تأهيل الشباب الكويتي وتنمية قدراتهم للمساهمة في نهضة البلاد وتطويرها، مثمنا توجيهات القيادة السياسية في هذا الشأن.
وقال ان الشباب الكويتي شباب معطاء ولديه أفكار ومشاريع كبيرة «ورفعوا بعطاءاتهم الكثيرة اسم الكويت عاليا ولا بد من إبراز إمكانياتهم».
وأضاف أن مشاركة مجلس الشباب الكويتي في جلسات المؤتمر الذي عقد تحت شعار «شباب يصنع المستقبل» جاءت لشرح ضرورة تقديم المبادرات التي تهتم بتحسين ثقافة العمل العربي المشترك وغرس بذوره في نفوس المجتمعات.
وأشار الى أن مشاركة المجلس الكويتي في المؤتمر من شأنها إبراز قصص النجاح التي يسطرها الشباب الكويتي في جميع المجالات «وهذا دليل على أن قدراتهم وامكاناتهم وتطلعاتهم تتوازى مع نظرائهم في شتى بقاع العالم».
ولفت الى أن تكريم المؤتمر الباحثة الكويتية فضة الدويش أبرز ما يقوم به الشباب الكويتي من انجازات ومبادرات تهم المجتمعات، وهو الامر الذي تحرص عليه الكويت حيث وضعت الشباب والاستثمار فيهم نصب أعينها.