من الأمور التي أسعدتني عند زيارتي لبعض المراكز الإسلامية هي مبادراتهم في التعريف بالإسلام بطرق مبتكرة ونقل الوجه المشرق للإسلام مباشرة مع غير المسلمين.
هذا وإن دل فهو يدل عل حرقة المسلم والهم الذي يحمله لنصرة الدين وكما قيل "هَمُكَ ما أَهمَّكَ"، وكما قال المصطفى: " ..... ومن كانت الآخرةُ نيَّتَه، جمع اللهُ له أمرَه، وجعل غناه في قلبِه، وأتته الدُّنيا وهي راغمةٌ". (السلسلة الصحيحة)
فمن هذا المنطلق كانت هذه المبادرات، على سبيل المثال:-
يقام في بريطانيا يوم مفتوح يشارك فيه ما يقارب 140 مسجد أو مركز للتعريف بالإسلام سواء عن طريق الكتب أو بعض الأشغال اليدوية من رسم ونحت و...، فيها الخط العربي أو الندوات العامة.
وما أجمل أن تسمع خبر مخرج سينمائي يسلم بسبب إهدائهم لكتاب التعريف بمحمد وغيره كثير.
في أوكرانيا هناك يوم الحجاب حيث يتم تجربة ارتداء الحجاب لغير المسلمين في تظاهرة جميلة وسط المدينة لتبدأ بعدها رحلة البحث عن ما هو الإسلام؟ وقد شهد المركز إسلام فتيات وتحولهم إلى مسلمات داعيات لهذا الدين.
في بولندا من خلال موقع مفتوح في شبكة التواصل الاجتماعي اسلمت فتاة من بعد هجومها الضاري على الإسلام في هذا الموقع، وتغير تفكيرها وكان السبب في هدايتها للإسلام قراءتها لكتاب عن سيرة النبي بعد إهدائهم إياها.
هذه نماذج على سبيل المثال لا الحصر في ابتكار وسائل الدعوة إلى الله، ودافعهم في ذلك قول النَّبيَّ قال لِعَليًّ : "فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم" متفقٌ عليهِ.
نعم، لتكن همتك أيها الداعية إلى الله في أي مكان أو زمان هي الدعوة إلى الله تعالى، وتأمل دوماً قول الإمام ابن القيم – رحمه الله : "هِمةُ العبدِ إذا تعلقت بالحق تعالى طلباً صادقاً خالصاً محصناً، فتلكَ هي الهمة العالية".
جعلنا الله وإياكم من أصحاب الهمم العالية لنكون مفاتيح للخير مغاليق للشر ... يا رب ... آمين