على وقع كلمات «يا أصدقائي نحن نحلم مجددا، أريد الفوز بها للمرة الثالثة» التي رددتها الجماهير الارجنتينية من بداية المباراة حتى نهايتها في أجواء خيالية، تجنب ليونيل ميسي ورفاقه نهاية هذا الحلم وبلغوا نصف النهائي مونديال قطر بفوز دراماتيكي بركلات الترجيح على هولندا بعد سيناريو جنوني في الوقت الأصلي، حيث بدا «ألبيسيليستي» في طريقه إلى العبور في الوقت الأصلي بعد أن تقدم 2-0 عبر ناهويل مولينا (35) بتمريرة حاسمة وسحرية من ميسي الذي أضاف الثاني من ركلة جزاء (73).
إلا أن البديل فاوت فيخهورست قلص الفارق في الدقيقة 83 قبل أن يسجل هدف التعادل في الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع (90+11)، وبعد شوط إضافي أول لم يشكل فيه الفريقان أي خطورة، شهدت الدقائق الست الاخيرة من الثاني إثارة لا توصف.
إذ كاد البديل لاوتارو مارتينيز أن يمنح الارجنتين الفوز بعدما سدد كرة قوية من داخل المنطقة ارتطمت بفيرجيل فان دايك نحو ركنية (114)، قبل أن ترتد تسديدة إنسو فرنانديز من الدفاع وتتحول الى ركنية أخرى (116).
ومن مرتدة، أتيحت فرصة أخرى للاوتارو الذي سدد كرة قوية تصدى لها الحارس (119) قبل أن يمنع القائم فرنانديز من هدف الفوز (120) ليلجأ المنتخبان الى ركلات الترجيح.
وفي ركلات ترجيح تألق حارس الارحنتين إيميليانو مارتينيز بصده كرتين، مانحا بلاده فرصة مواصلة حلم استعادة اللقب التي تبحث عنه منذ 1986 عندما حققته بقيادة الأسطورة الراحل مارادونا، فيما فشلت هولندا العائدة الى النهائيات بعد غيابها عن روسيا 2018، في الثأر من ميسي ورفاقه الذين أقصوهم من الدور نصف النهائي لمونديال البرازيل 2014 بركلات الترجيح عندما قادها حينها أيضا المدرب الحالي لويس فان غال.
الجمهور مع الأرجنتين وباتت الأرجنتين أكثر منتخب تحقيقا للانتصارات بركلات الترجيح في نهائيات كأس العالم (5 من أصل 6)، ما سيشكل مسألة مثيرة أمام كرواتيا التي باتت بدورها متخصصة في ركلات الترجيح بعد أن حققت ذلك مرتين في روسيا 2018 ومثلهما حتى الآن في قطر.
وبقيت الأرجنتين الطرف الوحيد من أميركا الجنوبية في قطر والوحيدة من خارج أوروبا، في مسعاها لإعادة اللقب إلى قارتها للمرة الأولى منذ البرازيل 2002.
ورغم أن مواجهة «برازيلية - أرجنتينية» كانت مرتقبة في نصف النهائي نظرا لما تحمله من معان بين غريمي أميركا الجنوبية، إلا أن الارجنتينيين لم يخفوا فرحتهم بخروج «سيليساو»، إذ علت أصوات المشجعين المتواجدين في ستاد لوسيل احتفالا بخروج البرازيل فور معرفتهم بالنتيجة قبل قرابة الساعة من انطلاق المباراة.