خرج المنتخب الإنجليزي من مونديال قطر 2022 لكرة القدم وهو يجر أذيال الخيبة خلفه مع صورة مألوفة من قبل عشاق الكرة المستديرة من الفشل والألم المولد من إهدار ركلة جزاء مهمة أخرى في بطولة كبرى، ولكن برضا عن المدرب غاريث ساوثغيت رغم بعض الانتقادات.
في حين يحزم منتخب «الأسود الثلاثة» حقائبه تمهيدا للعودة إلى بلده، دارت عدة أحداث حول ظروف الخروج الحزين بدت وكأنها انفصال عن الماضي.
لم يساور القلق الجماهير الانجليزية بشأن إخفاقات تكتيكية أو عدم كفاءة فنية، ولم تغادر إنجلترا على وقع قرع طبول المطالبة بإجراء مراجعة جذرية وتفصيلية لكرة القدم، كما لم ترتفع الأصوات مطالبة برحيل المدرب.
بخلاف ذلك، تنامى شعور أن يتم السماح للمدرب ساوثغيت، في حال أراد ذلك، الاستمرار في مهامه على الأقل لبطولة كبرى أخرى. تعرض ابن الـ 52 عاما لانتقادات بعد خروج إنجلترا من بطولتين سابقتين، وألقي باللوم على عدم قدرته على تعديل خطته في منتصف الطريق خلال الخسارة أمام كرواتيا في نصف نهائي كأس العالم 2018 وهزيمة نهائي أمم أوروبا العام الماضي على أرضه في ملعب «ويمبلي» أمام إيطاليا بركلات الترجيح.
أخيرا، وعلى الرغم من أن غبار الخسارة أمام فرنسا 1-2 في نصف نهائي مونديال قطر لم ينقشع بعد، إلا أن قلة اتهموا ساوثغيت بعدم الكفاءة التكتيكية.
وربما يتم إقناع ساوثغيت بالاستمرار من خلال مجموعة المواهب التي يجب أن تبقى تحت إشرافه من أجل خوض غمار بطولات أخرى، فمتوسط أعمار التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي بلغ 26 عاما. ويجب أن يظل جوهر الفريق متاحا لسنوات مقبلة، إذ لايزال لاعبون مثل جود بيلينغهام (19 عاما) وفيل فودن (22) وبوكايو ساكا (21) وديكلان رايس (23) في مرحلة النضج.
وقد يميل ساوثغيت إلى السير على المسار نفسه لنظرائه القاريين، فالألماني يواكيم لوف، مدرب منتخب ألمانيا السابق، لم يذق طعم النجاح في كأس العالم إلا في المحاولة الرابعة لـ «المانشافت»، بينما كان المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديدييه ديشان مسؤولا عن المنتخب الفرنسي منذ 2012، قبل التكريس العالمي في روسيا بعد 4 أعوام. ويحصل ساوثغيت على دعم لاعبيه داخل غرفة الملابس وخارجه، لذا يصر الجميع على بقائه في منصبه، في حين عكس رايس رغبتهم قائلا: «آمل أن يبقى هناك الكثير من الحديث حول ذلك، هو رائع لنا، هناك الكثير من الانتقادات التي لا يستحقها».
من ناحيته، يأمل الهداف والقائد هاري كاين الذي أهدر في الدقائق القاتلة ركلة جزاء أمام فرنسا كانت كفيلة بفرض التعادل 2-2، في أن يستمر ساوثغيت في منصبه، وقال: «نحب وجود غاريث كمدرب ونريده بالتأكيد أن يبقى، لكن هذا قراره»، مضيفا لدينا فريق رائع، لاعبون شباب رائعون يصلون إلى أوجهم، ونهائيات كأس أمم أوروبا ليست بعيدة كثيرا، وبقدر ما يؤلمنا، علينا المضي قدما والتطلع إلى ذلك.