تصاعد التوتر في شمال كوسوفو امس بعد أن تبادل مهاجمون مجهولون إطلاق النار مع الشرطة وألقوا قنبلة صوتية على مسؤولي تطبيق القانون الأوروبيين في المنطقة.
ومجددا تجمع مئات الصرب الغاضبين من اعتقال ضابط شرطة سابق امس عند حواجز الطرق التي نصبت امس الأول وتشل حركة المرور على معبرين حدوديين من كوسوفو باتجاه صربيا.
وأطلقت صفارات الإنذار في عدد من بلدات ذات أغلبية صربية في شمال كوسوفو لبدء الحركة المنظمة، وقال متظاهرون لوكالة فرانس برس انهم يريدون منع «نقل الشرطي السابق الى بريشتينا».
من جهته، صرح وزير الداخلية الكوسوفي هلال سفيكلا بأن الشرطي السابق المعتقل هو أحد مشبوهين اعتقلا بعد هجمات على دوريات للشرطة مؤخرا.
وبعد ساعات على نصب حواجز قالت الشرطة في كوسوفو إنها تعرضت لـ 3 هجمات متتالية بأسلحة نارية على أحد الطرق المؤدية إلى الحدود. وأكدت الشرطة في بيان أن «وحدات الشرطة أجبرت في إطار الدفاع عن النفس، على الرد بأسلحة نارية على الأشخاص والمجموعات الإجرامية».
وفي سياق متصل، قالت شرطة الاتحاد الأوروبي المنتشرة في المنطقة في إطار بعثة للتحقق من سيادة القانون (يوليكس) إنها استهدفت أيضا بقنبلة صوتية لكن لم يصب أي ضباط فيها.
وأضافت الشرطة الأوروبية في بيان أن «هذا الهجوم وكذلك الهجمات على ضباط شرطة كوسوفو، غير مقبول».
وتصاعد التوتر بعدما قررت كوسوفو إجراء انتخابات محلية في البلديات ذات الأغلبية الصربية في 18 الجاري، وأعلن أكبر حزب سياسي صربي في كوسوفو مقاطعة هذا الاقتراع، وعقب ارتفاع مستوى التوتر، تم إرجاء الانتخابات إلى 23 أبريل 2023.
ورحبت سفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة - التي تعمل جنبا إلى جنب مع المكتب المحلي للاتحاد الأوروبي - بتأجيل الاقتراع، مؤكدة أنه «قرار بناء (...) يدفع قدما بجهود عزيز وضع أكثر أمانا في الشمال».
وتبادلت بريشتينا وبلغراد الاتهامات بشأن الجولة الأخيرة من الحوادث.
وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إنه سيطلب من قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي السماح بنشر الجيش والشرطة الصربيين في كوسوفو. لكنه أكد في الوقت نفسه أنه يعتقد أنه «لا توجد فرصة للموافقة على الطلب».
وحمل رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي صربيا مسؤولية «تهديد كوسوفو بالعدوان».
وأكد كورتي محذرا «لا نريد نزاعا بل نريد السلام والتقدم لكننا سنرد على العدوان بكل ما نملك من قوة».
وعلى الرغم من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا في 2008، لا تعترف بلغراد بهذه الخطوة وتشجع الأغلبية الصربية في شمال كوسوفو على تحدي سلطات بريشتينا.