أجرى التحقيق: يحيى حميدان
تقع على عاتق حراس المرمى مسؤوليات كبيرة جدا، فهم تحت الضغوطات دائما لتقديم أفضل ما لديهم، خاصة إذا كان الأمر في بطولة بحجم كأس العالم، لتحقيق المجد لبلدانهم وشعوبهم، وخطأ اللاعب في التمرير أو تفويت الكرة ربما يغتفر من جانب الجمهور، إلا أن حارس المرمى هو الوحيد المطالب بعدم الوقوع في الخطأ كونه يعني استقبال هدف وهزيمة منتخب بلاده.
«الأنباء» استطلعت آراء عدد من المختصين في حراسة المرمى حول مستوى «حماة الشباك» في مونديال قطر:
البداية كانت مع مدرب حراس منتخبنا الوطني سمير دشتي، الذي قال ان المستوى بشكل عام جيد، وهناك 4 حراس فقط، هم: أليسون بيكر (البرازيل)، وجوردان بيكفورد (إنجلترا)، وهوغو لوريس (فرنسا)، وإيميليانو مارتينيز (الأرجنتين)، كان لمستواهم الفضل الكبير في تألق منتخباتهم ووصولهم لمراحل متقدمة من عمر البطولة.
ورأى دشتي أن بيكر هو الأفضل في المونديال وقام بتصديات رائعة بفضل خبرته وإمكاناته الجسدية وسرعة بديهته، مشيرا إلى أن حارس پولندا فويتشيك تشيزني خيب ظنه وكان ينتظر منه مستوى أفضل مما قدمه لما يملكه من خبرة كبيرة، ولكنه في مباراة منتخب بلاده أمام الأرجنتين لم يظهر بالشكل المطلوب وكان أحد عوامل الهزيمة.
وذكر أن حراس المنتخبات العربية قدموا مستوى كبيرا ومنهم المغربي ياسين بونو والسعودي محمد العويس والتونسي أيمن دحمان، لافتا إلى أن بونو هو الأفضل حاليا واستفاد من احترافه في إشبيلية الإسباني ويطبق الاتجاهات الحديثة لحارس المرمى.
بونو ومارتينيز الأبرز
من جهته، قال حارس القادسية والمنتخب الوطني خالد الرشيدي إن حراس المرمى المعروفين الذين توقع الجميع بروزهم لم يكونوا في الموعد خلال مرحلة المجموعات في كأس العالم الحالية، مشيرا الى أن بونو وحارس كرواتيا دومينيك ليفاكوفيتش وتشيزني كانوا الأبرز، ولكن في أدوار خروج المغلوب تألق حارس الأرجنتين مارتينيز وأعتقد أن جائزة أفضل حارس مرمى ستكون بين بونو ومارتينيز.
وقال الرشيدي: «مستوى حارس ألمانيا مانويل نوير خيب التوقعات وظهر بصورة باهتة ولم يساعد منتخب بلاده في عبور مرحلة المجموعات، والحارس الذي لم يخيب ظني هو تشيزني بعد ما توقعت بروزه وقدم مستوى لافتا بشكل عام».
وأكمل الرشيدي حديثه قائلا: «على مستوى المنتخبات العربية كان الأبرز بونو وكذلك العويس قدم مستوى جيدا جدا مع منتخب السعودية، والتونسي دحمان ظهر بصورة طيبة ولم يستقبل سوى هدف وحيد فقط وهو ما يؤكد حضوره الكبير في المونديال».
تألق الحراس العرب
بدوره، أكد حارس مرمى نادي الكويت والمنتخب الوطني حميد القلاف أن الحراس في دور المجموعات كانوا متألقين بشكل عام وهذا يؤكد ارتفاع مستوى «حماة الشباك» على مستوى العالم.
وأشاد بمستوى كل من الإيراني حسين حسيني والهولندي أندريس نوبيرت والياباني شويتشي غوندا، معتبرا أنهم كانوا الأبرز وساهموا في نتائج منتخباتهم المميزة بشكل نسبي.
وأوضح القلاف أن مستوى الحراس العرب كان جيدا، وتألق منهم بونو صاحب المستويات الرائعة والتي ساهمت في إيصال منتخب بلاده إلى الدور نصف النهائي، حيث سيلعب المغرب مع فرنسا غدا.
الشيب خيب التوقعات
أما مدرب حراس فرق المراحل السنية في نادي كاظمة محمد المحطب، فأكد على تميز حراس المرمى بشكل عام وهذا الأمر متوقع منهم كونهم يعدون من النخبة، كما أن وجود المونديال في منتصف الموسم ساعدهم على التألق بسبب حضورهم الفني والذهني.
ولفت إلى أنه معجب بالمستوى الذي قدمه تشيزني وبيكر، وكذلك شد انتباهه حارس صربيا فانيا ميلنكوفيتش سافيتش وهو حارس متمكن جدا باستخدام القدمين في التمرير وبناء الهجمة من الخلف.
ومضى المحطب قائلا: «في المجمل كان ظهور الحراس العرب مشرفا ولكن مع تحفظات كبيرة على مستوى حارس قطر سعد الشيب الذي سبق له الحصول على جائزة افضل حارس في كأس آسيا 2019، وتوقعت منه مستوى أفضل، أما العويس فهو امتداد لمستوى الحراس السعوديين المعروفين، وأرى أن بونو هو الأفضل في كأس العالم بشكل عام وليس على صعيد المنتخبات العربية فقط».
الأخطاء موجودة
من جانبه، قال مدرب حراس مرمى فرق المراحل السنية بنادي الكويت محمد مرضي ان مستوى بعض الحراس كان مميزا مع وجود أخطاء كثيرة من جانب البعض الآخر.
وأضاف: «أرى أن صراع الأفضل بين ليفاكوفيتش ولوريس لتميزهما الواضح ودورهما الكبير في وصول منتخبي بلديهما إلى الدور نصف النهائي حتى الآن، فيما خيب فانيا توقعاتي وكنت أنتظر منه أداء أفضل مع منتخب صربيا».
وامتدح مرضي مستوى الحراس العرب، معتبرا أنهم كانوا مميزين، وأبرزهم بالتأكيد هو بونو.