- أرقام المدمنين وأعداد الوفيات وحالات السجن كلها في تزايد ما ينعكس على المجتمع ويزيد من جرائم السرقة والقتل والعنف
المخدرات إحدى أخطر المشكلات التي تعانيها دول العالم، فهي آفة مادية ومعنوية تستنزف جيب المدمن وأسرته واصدقائه وتفتك بالشباب وتهدد أمن المجتمعات.
وتسعى مختلف الدول جاهدة لمحاربة هذه الآفة لما لها من أضرار صحية واجتماعية واقتصادية وأمنية، حيث إنها لا تؤثر على المتعاطي فحسب إنما تمتد لكافة أركان المجتمع وتثير القلق ما يتطلب التعاون لمكافحتها والحد من تفشيها.
في هذا الصدد، قال الاستشاري النفسي والاجتماعي د.حسن الموسوي، في لقاء مع «كونا»، إن اكثر حالات الإدمان السائدة حاليا هي بين المراهقين من الجنسين لأسباب عدة منها الرغبة في التجربة والتقليد الأعمى ومحاولة التملص من الضغوط النفسية دون التفكير بالآثار السلبية المترتبة على الادمان.
وأضاف الموسوي أن رفاق السوء هم السبب الرئيسي في التأثير على هذه الفئة، كما أن لإهمال الأهل وعدم الرقابة والدلال الزائد والتفكك الاسري دورا كبيرا ايضا في لجوء المراهقين والشباب للادمان، مبينا ان النتيجة النهائية للادمان هي اما الموت او السجن.
وأوضح ان الادمان يستنزف جيب المدمن وأهله واصدقائه، حيث ان المخدرات غالية الثمن وفي حال عدم توافر المادة يلجأ المدمن الى السرقة من اجل الحصول على المواد المخدرة وسد حاجته منها.
واكد انه الى جانب الخسائر المادية هناك خسائر معنوية وهي الأهم فكثير من الأسر تعاني من ابنائها المدمنين ما يتطلب التعاون بين الاسرة والجهات المعنية لمعالجة ابنائهم ومساعدتهم في ترك هذه الآفة.
وذكر الموسوي أن تأثير الإدمان ليس فقط في فترة الإدمان انما يمتد حتى بعد العلاج منه حيث إن آثاره النفسية تكون اكبر خصوصا بعد الخروج من السجن فلن تكون له فرص وظيفية او اجتماعية ما يؤدي الى تدمير نفسيته واحتمال ادمانه مرة اخرى.
وأفاد بأن الاسرة تتأثر ماديا ونفسيا واجتماعيا في حال وفاة احد ابنائها او ضياعه وذلك بسبب احساسهم بتأنيب الضمير او الشعور بالاكتئاب وعدم الراحة مؤكدا اهمية انتباه الاسرة لالتفات للأبناء والاهتمام بهم والتركيز عليهم بشكل اكثر.
وأشار الى ان الثقة مهمة بعد العلاج ولكن تتطلب ايضا المراقبة والاهتمام وعدم اعطاء الابناء الكثير من الأموال حتى لا ينجرف مرة اخرى في التيار ذاته.
وحول الأسباب التي تدفع الشباب للإدمان قال الموسوي انها تتمحور في نقص العاطفة والتفكك الأسري وأصدقاء السوء والبحث عن الترفيه والتقليد الأعمى والهروب من الواقع والضغوط المجتمعية ووقت الفراغ.
وأوضح ان ارقام المدمنين واعداد الوفيات وحالات السجن كلها في تزايد ما ينعكس على المجتمع ويزيد من جرائم السرقة والقتل والعنف.
وحول آثار المخدرات النفسية والاجتماعية والصحية على المدمن، أفاد بأنها تكمن في عدم القدرة على التركيز والاستيعاب والتذكر والاكتئاب والقلق والخوف والمرض النفسي وزيادة الحدة والعدوان، كما أن المدمن يصاب بالهزال وضعف النظر وضيق التنفس والحساسية وغيرها الى جانب عدم قدرته على حل المشاكل او تكوين الصداقات وضعف في المهارات والعلاقات الاجتماعية.
وقال إن اثار المخدرات تمتد حتى بعد التعافي والخروج من حالة الادمان بسبب وصمة العار كونه كان مدمنا فيتم حرمانه من العمل والزواج واثبات نفسه في كل المحافل فيدخل في حالة من الاكتئاب والاحباط والفشل والعزلة الاجتماعية او التفكير في الانتحار بسبب رفض المجتمع له واحساسه بأنه عالة على المجتمع فتكون الحالة النفسية بعد التعافي اقوى من اثناء الادمان ما يدفع للادمان مرة اخرى.
وأضاف ان نظرة المدمن للحياة تصبح تشاؤمية ويؤثر على من حوله ويثير الرعب والقلق نتيجة سلوكياته، مشيرا الى ان الادمان وراء العديد من القضايا والمشاكل السائدة في البلاد.
وأكد أن الخطة العلاجية للادمان يجب ان تكون متكاملة وتتطلب تكثيف الجهود للكشف عن المدمنين ومهربي هذه المواد ويجب على الاسرة الابلاغ عن الحالات المدمنة كما ان للمدرسة والاعلام دورا كبيرا في زيادة الوعي وتكثيف الاعلانات الخاصة بخطورة هذا الآفة.
وذكر أن التعاون بين الاسرة والمدرسة مهم للقضاء على الادمان وكذلك دور العبادة والمستشفيات والاندية لحل هذه القضية التي تهدد المجتمع ككل.
وطالب بأن تكون هناك مصحات متخصصة اكثر لعلاج الادمان وتستوعب الحالات المتزايدة بشتى الاعمار وتقدم برامج ترفيهية وتوعوية وتثقيفية ودينية كونها قضية تدق ناقوس الخطر وتقلق الأسر.