انطلقت في واشنطن امس اعمال القمة الاميركية - الأفريقية الثانية التي دعا إليها الرئيس جو بايدن كأحدث حملة ديبلوماسية لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والقارة السمراء.
وتستضيف واشنطن على مدى ثلاثة ايام عشرات القادة والزعماء الأفارقة، إدراكا منها لضرورة مضاعفة الجهود أمام المنافسة الصينية بشكل خاص.
وسيتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن الذي لم يزر بعد دول افريقيا جنوب الصحراء منذ بدء ولايته، اليوم وغدا أمام القمة.
وسيدعو إلى زيادة دور افريقيا على الساحة الدولية مع مقعد في مجلس الأمن الدولي، والى تمثيل الاتحاد الافريقي رسميا في قمة مجموعة العشرين.
وقالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال اليوم الاول للقمة إن هناك الكثير من فرص التنمية الاقتصادية بين افريقيا والولايات المتحدة في حالة التعاون والتنسيق، مشيرة إلى أن بلادها ثالث أكبر شريك اقتصادي لأفريقيا.
وأضافت هاريس أنه من أهم المشاكل التي تواجه قارة افريقية هي محدودية رؤوس الأموال والكلفة المرتفعة للتمويلات والعراقيل القانونية والإدارية، مشددة على أن الإدارة الأميركية ملتزمة بالعمل مع الشركاء الأفارقة لمعالجة جميع هذه المشاكل.
بدوره،، قال وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن إن أفريقيا لا تحتاج إلى مساعدات بل إلى ابتكارات، مؤكدا أن واشنطن تستثمر في البنى التحتية التي توفر الريادة للقارة السمراء خاصة ما يتعلق بالانسياب الحر للأفكار والمعلومات.
وأضاف أنه من مصلحة واشنطن الاستثمار في القارة الأفريقية خاصة لجهة تعزيز الابتكارات وقطاع الإنترنت، معلنا عن استثمار 300 مليون دولار في بناء مراكز بيانات في افريقيا.
وهذه هي القمة الثانية من نوعها بعد تلك التي نظمت قبل ثماني سنوات في عام 2014 في ظل إدارة الرئيس الاسبق باراك أوباما.
وتركز القمة على قضايا: الاستثمارات وتغير المناخ والأمن الغذائي الذي تفاقم بسبب الحرب في أوكرانيا، فضلا عن العلاقات التجارية والحوكمة ودور المجتمع المدني وحقوق الانسان في الدول الافريقية.
وتأتي هذه القمة في سياق استراتيجية «افريقيا» الجديدة التي تم الكشف عنها الصيف الماضي والإعلان عن إصلاح شامل للسياسة الأميركية في دول افريقيا جنوب الصحراء لمواجهة الوجود الصيني والروسي هناك.
وتتوقع الديبلوماسية الأميركية مناقشة قوية خلال القمة حول قانون يعود لسنة ألفين ويتعلق بالنمو في افريقيا ويربط إزالة الرسوم الجمركية بالتقدم الديموقراطي والذي ينتهي عام 2025.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن الولايات المتحدة تسعى لأن تكون «الشريك المفضل في افريقيا» مذكرة بالجولة التي قام بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن الى القارة في اغسطس الماضي.
وتسعى الولايات المتحدة لاستمالة شركاء افارقة مترددين في بعض الأحيان وأبدت استعدادها «لتخصيص 55 مليار دولار لأفريقيا على مدى ثلاث سنوات» بحسب البيت الأبيض.
وقال مستشار الامن القومي الاميركي جايك سوليفان للصحافيين إن هذه الأموال ستخصص للصحة والاستجابة لتغير المناخ. وسيتم الكشف عن كيفية توزيعها في الأيام المقبلة.
وأكد أن هذا التمويل، والالتزام الأميركي وبشكل عام، لن يكون مرتبطا بموقف الدول الافريقية من الحرب في أوكرانيا فيما رفض عدد منها إدانة روسيا بشكل علني.
وأضاف «نحن لا نضغط على أحد».