يواصل المستثمرون، سحب ودائعهم وعملاتهم المشفرة من منصات التداول، بعد تراجع كبير في الثقة ناتج عن سلسلة من الإفلاسات والاختلاسات، وخلال 24 ساعة واجهت أكبر منصة تداول للعملات المشفرة في العالم «بينانس»، سحوبات صافية تجاوزت 3 مليارات دولار من المستثمرين.
وأكدت المنصة أن جميع عمليات السحب تمت دون توقف، مشددة على أن أموال العملاء مؤمنة بأصول مماثلة لتأمين هذه الودائع، ووفقا لشركة «نانسن» لتحليلات شبكات سلاسل الكتل، واجهت أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم مخاوف المستثمرين وسط سيل من الأخبار السلبية حول الصناعة.
وقال مدير المحتوى في «نانسن»، أندرو ثورمان، إن ذروة المسحوبات من أكبر بورصة تشفير وصلت إلى 3 مليارات دولار كصافي تدفقات خارجة على مدار 24 ساعة، وأرجع السبب إلى التقارير الواردة عن التحقيق الجاري من قبل وزارة العدل الأميركية مع «بينانس» كان عاملا في توتر المستثمرين، وفقا لما ذكره لشبكة «CNN»، واطلعت عليه «العربية.نت».
وأضاف ثورمان: «في الوقت نفسه، تبين أن Jump، وهو صانع السوق الكبير، قام بسحب مبالغ ضخمة من بينانس بدون إيداع خلال الأسابيع القليلة الماضية - ويبدو أنه تسبب في النهاية في حدوث توترات بين مستثمري التجزئة والمؤسسات».
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، شهدت «بينانس» بالفعل «أعلى عمليات سحب يومية منذ يونيو»، وفقا لتحليل «نانسن». واستقر معدل عمليات السحب منذ ذلك الحين إلى ما يقرب من 79 مليون دولار في صافي التدفقات الخارجة، حسبما أظهرت بيانات الشركة اعتبارا من مساء الثلاثاء بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة.
ويأتي هذا في الوقت الذي يعاني المستثمرون في صناعة التشفير، بالفعل من «شتاء العملات المشفرة» الناجم عن انهيار «Terraform Labs» في مايو، وانهيار أكبر لبورصة العملات المشفرة FTX، التي أعلنت إفلاسها في نوفمبر. فضلا عن إلقاء القبض على مؤسسها، سام بانكمان فرايد، في جزر الباهاما هذا الأسبوع بعد أن وجه المدعون العامون الأميركيون اتهامات جنائية ضده.
وكما احتل موقع «Binance» عناوين الأخبار، بعد أن ذكرت وكالة رويترز نقلا عن مصادر مجهولة أن المدعين الأميركيين يفكرون في التحقيق في عمليات غسيل الأموال في «بينانس» من خلال «توجيه اتهامات جنائية ضد المديرين التنفيذيين الأفراد بما في ذلك مؤسسها، تشانغ بينغ تشاو.