الدوحة ـ فريد عبدالباقي
اقتربت النسخة 22 من نهائيات كأس العالم من المحطة الأخيرة بخوض نهائي مونديال قطر مساء الأحد المقبل على ستاد لوسيل.
وشهدت البطولة مشاركة 32 منتخبا في آخر ظهور لهذا العدد، لاسيما أن النسخة القادمة التي ستقام بتنظيم مشترك بين الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك سوف تشهد الظهور الأول لـ48 منتخبا.
وفي الوقت الذي مازال العالم منبهرا بالنسخة القطرية للمونديال يقفز للأذهان الكثير من التساؤلات عن كيف وماذا ستقدم الدول الثلاث التي تستضيف نسخة 2026، بعد الإبداع اللامحدود الذي وضعته قطر ببصمة عربية خليجية لأهم وأكبر حدث رياضي في العالم؟
وبعد أن قدمت قطر صورة زاهية الألوان للبطولة، رسخت من خلالها مفاهيم جديدة للرياضة في تجميع الشعوب، وبعثت من خلالها رسالة سلام ومحبة بأن ما يجمع شعوب العالم ويوحدها أكثر مما يجعلها في فرقة وشتات، ستكون المهمة أكثر صعوبة للدول الثلاث التي ستستقبل النسخة المقبلة.
ورسمت قطر لوحة تلاق للشعوب من خلال الرياضة، إذ جمعتها على المحبة والسلام وبعثت برسالة للعالم بأن المنطقة العربية الخليجية الشرق أوسطية لاتزال ساحة محبة وسلام وتعايش وليست ساحة للحرب والنزاعات والأزمات كما كان يصور الغرب بنقله فقط للأزمات في المنطقة.
وأجادت قطر في إظهار الجانب المشرق لأبناء العرب في كيفية تقبلهم ثقافات قارات العالم وحسن تقديرهم واحترامهم للشعوب بمختلف معتقداتهم وعقائدهم وأعراقهم ولغاتهم وجمعتهم في مساحة للسلام والمحبة والتنافس وتشجيع كرة القدم بكل شغف واحترام.
وأضافت قطر للبطولة رونقا عربيا خاصا بتقاليد وثقافة أبناء المنطقة العربية من خلال إفساحها المجال للجماهير العربية بمتابعة كأس العالم ومشاهدة أكثر من مباراة من داخل الملعب في يوم واحد والالتقاء بجماهير منتخبات كأس العالم والتعرف على ثقافتهم من قرب وكيفية تعاطيهم مع كرة القدم من مفهوم الشغف الموروث لهذه اللعبة.
وشكلت قطر بتنظيمها الاستثنائي البطولة نقطة تحول للعبة تعزز مفاهيم ومبادئ الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في نشر ثقافة اللعبة وتوحيد الشعوب من خلال كرة القدم، وذلك من خلال ثمانية ملاعب فريدة من نوعها وساحات مفتوحة وفضاء مفتوح للإعلام ليقول كلمته وينقل الصورة المجردة للمنطقة وأبناء المنطقة من دون تأثير أو مؤثرات فتشرفت المنطقة العربية بإقامة حدث تاريخي على أراضيها وبين مواطنيها في صورة ستظل خالدة في أذهان شعوب الكرة الأرضية مفادها السلام من خلال الرياضة.
وتبدو مهمة الوفد الأميركي - الكندي - المكسيكي الذي يحضر النسخة الحالية لتسلم شارة تنظيم النسخة المقبلة أكثر دقة من حيث كيفية الاستفادة من تنظيم قطر، في النسخة المقبلة في العام 2026، حيث تعمل فرق العمل للدول الثلاث على مراقبة التنظيم القطري بأدق التفاصيل من أجل الاستفادة منه والسير على طريق التميز.
وستكون النسخة المقبلة تحت ضيافة (11) مدينة أميركية و(3) مدن مكسيكية ومدينتين كنديتين، وستستقبل هذه المدن 48 منتخبا في نسخة جديدة من المنافسة لأول مرة ستكون حافلة بثمانين مباراة في كرة القدم بينما النسخة القطرية حملت 64 مباراة.
وذكر «فيفا» أن إمكانية التطوير للعبة ستكون كبيرة بزيادة الإيرادات وأن المستفيد منها أولا وأخيرا هو الاتحادات التابعة لـ«فيفا» وعددها 211 اتحادا آخر المنضمين فيها للمنظومة هو اتحاد سان مارينو.
وحققت النسخة القطرية للمونديال عوائد مالية ضخمة للعبة من خلال التسويق والرعاية ومداخيل كرة القدم قدرت مبدئيا بما يقارب الثمانية مليارات بزيادة مليار دولار على نسخة روسيا 2018 بحسب الاتحاد الدولي بسبب تقارب المسافات بين الملاعب والفنادق وسهولة الوصول للمشجعين، بالإضافة إلى عوامل الأمن والسلامة التي تعزز من الحضور للبلد المنظم للبطولة وهو ما تقوم بمراقبته وفود أميركا وكندا والمكسيك من أجل الاستفادة منه في النسخة المقبلة.
لوسيل كامل العدد.. كلاكيت ثاني مرة
يبدو أن الارقام القياسية لن تتوقف في مونديال قطر بعد أن تخطت أعداد الحضور الجماهيري ما سجل في مونديال جنوب افريقيا 2010.وللمرة الثانية يكون ستاد لوسيل كامل العدد، حيث حضر مباراة الأرجنتين وكرواتيا بنصف النهائي 88966 مشجعا، وهو نفس العدد الذي حضر مباراة الأرجنتين والمكسيك في دور المجموعات، فيما وصل إجمالي الحضور الجماهيري 3.202.855 مشجعا في 61 مباراة ليتخطى عدد الحضور الجماهيري في مونديال جنوب افريقيا في كامل مبارياته الـ 64، إذ بلغ وقتها 3.178.856 مشجعا، ليواصل الحضور في قطر تحطيم الأرقام بعد أن تخطى عدد الحضور الجماهيري في مونديال روسيا 2018 حيث بلغ في كامل مبارياته الـ 64 وقتها 3.031.768 مشجعا، كما تخطى مونديال 1998 في فرنسا، والذي بلغ 2.785.100 مشجع.
وبات مونديال قطر في المركز الرابع بعدد الحضور الجماهيري بمعدل حضور جماهيري بلغ 51.658 مشجعا في المباراة الواحدة، وسيكون المونديال القطري مرشحا لضرب الرقم القياسي في تاريخ البطولة، حيث اقترب الحضور الجماهيري من الحضور في مونديال 2006 بألمانيا والذي وصل وقتها إلى 3.359.439 مشجعا، فيما بات قريبا من مونديال 1994 في الولايات المتحدة الأميركية، والذي شهد أكبر حضور جماهيري في تاريخ البطولة، حيث شهد حضور 3.587.538 مشجعا ومونديال بالبرازيل 2014 والذي وصل وقتها إلى 3.429.873 مشجعا.