متابعة: يحيى حميدان
توقفت مسيرة منتخب المغرب الرائعة في كأس العالم الحالية عند صخرة «واقع» فرنسا بالهزيمة 0-2 على ستاد «البيت» في العاصمة القطرية الدوحة في الدور نصف النهائي من البطولة، ليلحق «الديوك» بالأرجنتين إلى المباراة النهائية، فيما سيلعب «أسود الأطلس» مباراة الترضية أمام كرواتيا لتحديد صاحب المركز الثالث.
وبدأ مدرب المغرب وليد الركراكي برسم تكتيكي «5-4-1» لأول مرة في المونديال، وذلك بتواجد ياسين بونو في حراسة المرمى ومن أمامه الخماسي أشرف حكيمي وأشرف داري، الذي تم إشراكه قبل لحظات من انطلاق المباراة عوضا عن نايف أكرد لعدم قدرته على المشاركة بسبب الاصابة، والقائد رومان سايس وجواد الياميق ونصير مزراوي، وشغل خط الوسط كل من حكيم زياش وعز الدين أوناحي وسفيان مرابط وسفيان بوفال، وجاء يوسف النصيري وحيدا في المقدمة.
وفي الجهة المقابلة، دفع مدرب فرنسا ديدييه ديشان بالقائد هوغو لوريس كحارس للمرمى كالمعتاد، وجول كوندي ورافايل فاران وإبراهيما كوناتي وثيو هرنانديز في الدفاع، وأوريليين تشواميني ويوسف فوفانا في الارتكاز، ومن أمامهم الثلاثي عثمان ديمبلي وأنطوان غريزمان وكيليان مبابي، وشغل أوليفييه جيرو مركز المهاجم الصريح.
وتسبب إشراك أكرد في التشكيلة الأساسية المعلنة قبل ساعة من انطلاق المباراة ومن ثم اتضاح عدم جاهزيته بنوع من الربكة في خط الدفاع وهو ما تسبب في استقبال هدف فرنسي مبكر سجله الظهير الأيسر ثيو هرنانديز بعد متابعته لكرة طائشة بسبب اختلال التنظيم المغربي (5).
وحاول أوناحي معادلة النتيجة عبر تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، ولكن كان الحارس لوريس في الموعد وأبطل محاولته (11). ومجددا قام «الديوك» بضرب الدفاع المغربي بكرة طويلة من كوناتي واستقبلها جيرو بذكاء وسدد الكرة بقوة، بيد أن القائم الأيمن للحارس بونو تكفل بردها (17).
وتحسن حال «أسود الأطلس» عقب خروج سايس لعدم مقدرته على الاستمرار بسبب الاصابة وعوضه سليم أملاح، ليعود المدرب الركراكي لرسم «4-4-2»، وهو ما جعل المنتخب المغربي يظهر بصورة مغايرة وأفضل من ناحية التنظيم في الشقين الدفاعي والهجومي.
وقام الياميق بتهديد المرمى الفرنسي بضربة مقصية جميلة وكانت كرته في طريقها إلى الشباك لولا تدخل الحارس لوريس، قبل أن يبعدها زملاؤه عن منطقة الخطورة (44).
وقبل انطلاق الشوط الثاني أجرى مدرب المغرب تبديلا اضطراريا آخر بخروج الظهير الأيسر مزراوي للاصابة ودفع بيحيى عطية الله عوضا عنه، وشكل «أسود الأطلس» ضغطا كبيرا على «الديوك» في الربع ساعة الأولى، وقام مرابط بجهود كبيرة في عملية تحضير الكرات، وتألق ثنائي الجهة اليمنى حكيمي وزياش في وضع الفرنسيين في منطقتهم الدفاعية، وعانى ثيو بشكل واضح لإيقاف التفوق المغربي، ولعب كوناتي أدوارا كبيرة في تعطيل الهجمات المغربية.
وأجرى مدرب فرنسا ديدييه ديشان تبديلا تكتيكيا لتنشيط هجومه عبر إخراجه جيرو ودفع بماركوس تورام، فيما رد عليه المدرب الركراكي بتغييرين هجوميين، حيث سحب «الحاضر الغائب» النصيري وبوفال وأشرك زكريا أبوخلال وعبدالرزاق حمدالله.
واستعاد «الديوك» نشاطهم الهجومي عبر تحركات «المزعج» تورام، وهدد المرمى المغربي بضربة رأسية بالقرب من منطقة الست ياردات وذهبت كرته بعيدا عن الهدف (71)، وجرب فوفانا حظه بتسديدة مماثلة لم تسفر عن جديد (74).
وأشرك المدرب ديشان المهاجم راندال كولو مواني بدلا من ديمبلي، وعقب نزوله بثوان معدودة أضاف الهدف الثاني لفرنسا بمتابعة مميزة لكرة مبابي الطائشة ووضعها في شباك المغرب دون رقابة (79).
ماكرون يُشدد على الاحترام والصداقة مع المغرب
شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة «الاحترام والصداقة» بين فرنسا والمغرب.
وقبيل انطلاق مباراة نصف النهائي التي تواجه فيها المنتخبان، كتب ماكرون ـ الذي حضر إلى الدوحة لمشاهدة المباراة ـ «جميعنا خلف المنتخب الفرنسي من أجل النصر»، مضيفا «دون أن ننسى أبدا أن الرياضة تجمعنا قبل كل شيء بالاحترام والصداقة بين أمتينا». وبحسب الإليزيه، اتصل ماكرون بالعاهل المغربي الملك محمد السادس قبل بدء المباراة. وتشكل مباراة فرنسا والمغرب في نصف نهائي المونديال لقاء رياضيا تاريخيا ومشحونا بدلالات تاريخية بعد 66 عاما على انتهاء الحماية الفرنسية على المغرب.
بايدن شاهد المباراة مع رئيس وزراء المغرب
حرص الرئيس الأميركي جو بايدن على إلقاء خطاب قصير خلال قمته مع قادة أفارقة، حيث انضم لاحقا إلى رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش لمشاهدة المباراة.
وكان بايدن على دراية تامة بالمباراة أثناء إلقائه كلمة أمام نحو 50 رئيس دولة وحكومة مجتمعين في قمة بواشنطن، حيث قال ضاحكا وسط تصفيق الحضور «أعلم أنكم تقولون لأنفسكم أوجز يا بايدن، هناك مباراة نصف نهائي بعد قليل، أدرك ذلك».
وأضاف مازحا إنه رأى المبعوث الأميركي لشؤون المناخ جون كيري، وهو مشجع معروف لكرة القدم، يهز رأسه موافقا.
وقد التزم بايدن بتعهده، واختتم كلمته بعد وقت قصير من انطلاق المباراة، ثم توجه لمتابعتها مع أخنوش والعديد من القادة الآخرين الذين حضروا القمة في مركز المؤتمرات بوسط واشنطن.
وحيا بايدن في خطابه المغرب لكونه أول دولة أفريقية تصل إلى المربع الذهبي في المونديال.