غابت الابتسامة عن مشجعي المنتخب المغربي مساء الأربعاء بعد خروجه من نصف نهائي مونديال قطر على يد حامل اللقب فرنسا (2-0)، لكن هذه الخسارة لم تمنعهم من التنويه بمسيرة مشرفة لفريق حظي بحب كبير تخطى حدود المملكة.
ويلخص المشجع أسامة أبدوح الذي تابع المباراة بالدار البيضاء هذا الشعور قائلا: «لقد لعبوا مباراة جيدة لكن الحظ خانهم.
واجهنا بندية حامل اللقب، هذا رائع». ويضيف: «هذا الفريق جعلنا نحلم حتى النهاية، أرفع لهم القبعة».
في المقابل كانت مشاعر حكيم سلامة أكثر مرارة، إذ ظل يتمنى أن تستمر المسيرة الرائعة لـ «أسود الأطلس» قائلا: «لكننا ضيعنا فرصة القرن، أنا محبط».
وفي العاصمة الرباط وجه بعض السائقين التحية إلى المنتخب بإطلاق العنان لمنبهات سياراتهم، تحت السماء الماطرة، لكن بعيدا عن أجواء الفرح العارم التي كانت تغمر شوارع المدينة إثر كل انتصار كان أسود الأطلس يحققونه خلال الأسبوعين الأخيرين.
تهنئة ملكية
وإثر المباراة، أشاد العاهل المغربي الملك محمد السادس بأداء لاعبي بلاده، وذلك في اتصالين هاتفيين مع كل من المدرب وليد الركراكي وقائد المنتخب رومان سايس.
وقالت وكالة الأنباء المغربية إن العاهل المغربي أشاد في اتصاله بالركراكي بنجاحه في تكوين فريق من اللاعبين «يتمتع بالتماسك والروح القتالية، بما مكنه من تسجيل حضور متميز في هذه التظاهرة، وتشريف الشعب المغربي والجمهور العالمي من خلال قيمه الرياضية الرفيعة وموهبته النموذجية».
وفي اتصاله بقائد المنتخب، أعرب الملك محمد السادس عن «تهنئته الحارة لمجموع الفريق».
وعقب المباراة أجرى العاهل المغربي أيضا مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعرب فيه «عن تهانيه» لتأهل «الديوك» إلى نهائي المونديال، بحسب وكالة المغرب العربي للأنباء.
وتأتي هذه التهنئة عشية زيارة تقوم بها وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى المغرب بعد أشهر من التوترات بين البلدين.
أما ماكرون الذي حضر المباراة بين المغرب وفرنسا من الملعب فسيقوم في مطلع 2023 بزيارة دولية إلى الرباط.
فخر أفريقي
الحلم الذي عاشته كل أرجاء المملكة جر إليه أيضا الأفارقة والعرب وكل دولة غير واثقة بنفسها في مقارعة الكبار، وذلك بعدما تخطى الفريق المغربي منتخبات أوروبية قوية، وسجل اسمه في تاريخ البطولة كأول منتخب عربي وأفريقي يبلغ نصف النهائي.
وحبســــت الموقعة «الفرنسية - المغربية» الأنفاس في المملكة طيلة الأيام الأخيرة، بين ترقب وتفاؤل، فيما بدا آخرون متحررين من ضغط النتيجة إعجابا بما حققه منتخبهم حتى الآن.
وفي حي درب السلطان الشعبي بالدار البيضاء، قال رشيد صديق قبيل ساعات من انطلاق المباراة إن «المنتخب الوطني حقق معجزات منذ بدء المونديال.. لذلك لست مهتما كثيرا للربح أو الخسارة». وأضاف: «لقد ربحوا احترام وإعجاب كل المغاربة، وهذا لا يقدر بثمن».
ويتقاسم مشجعون أفارقة نفس مشاعر الفخر بأداء المنتخب الذي بقي الممثل الوحيد للقارة منذ دور الربع نهائي.
ويؤكد الإيفواري المقيم بالمغرب سيديبي زومانا أن «المغرب جعل كل إفريقيا فخورة، لقد تابعت بحماس مسار هذا الفريق كما لو أنه منتخب بلادي».
أما المشجع المغربي سعيد محسن فيواسي نفسه بعد الخروج من نصف النهائي بقوله إن «أسود الأطلس أعطوا جاذبية وتعاطفا مع بلادنا، وأكدوا أيضا أن بلدا أفريقيا يمكنه أن يذهب بعيدا ويكون تنافسيا».
وفي غمرة الحماس والشغف الاستثنائيين اللذين خلقهما المنتخب، خصوصا بعد تأهله إلى نصف النهائي، خصصت شركة الخطوط الجوية المغربية رحلات استثنائية منذ الثلاثاء لنقل أعداد إضافية من جماهير المنتخب إلى الدوحة لتشجيع الأسود، لكن وصول المشجعين المغاربة إلى الدوحة تعكر مع إلغاء بعضها صباح الأربعاء، فيما تعذر على كثيرين منهم في الدوحة الحصول على تذاكر لدخول الملعب كانوا قد وعدوا بها من الاتحاد المغربي.