يلتقي الجريحان، المغرب وكرواتيا ، على ستاد خليفة الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة في الـ 10 من مساء في مواجهة لتحديد المركزين الثالث والرابع في المونديال.
وعلى الرغم من الغصة التي عاشها لاعبو الفريقين والأجهزة الفنية والإدارية، والجماهير العريضة للمنتخبين من خلفهما، لعدم تأهلهما إلى المباراة النهائية واللعب على اللقب الكبير، إلا أن الفوز بالمركز الثالث يكتسب أهمية كبيرة لكليهما، على الجانبين الفني والمعنوي، مما يعد معه بأن يقدم الفريقان أفضل ما لديهما للعودة بمركز متقدم، وميدالية مونديالية تسطر معها تاريخا مشرفا في مونديال قطر 2022.
وقد خسر المنتخب الكرواتي من نظيره الأرجنتين 0-3 في الدور نصف النهائي، فيما كانت الكفة راجحة للمنتخب الفرنسي على نظيره المغربي في المواجهة الأخرى للنصف الثاني بقبل النهائي (2-0)، وقد سبق للمنتخبين أن التقيا في الدور الأول (المجموعات)، حيث تعادلا 0-0 ضمن منافسات المجموعة السادسة.
المنتخب المغربي الذي اصبح ثالث فريق من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية يتأهل إلى المربع الذهبي في نهائيات كأس العالم بعد الولايات المتحدة عام 1930، وكوريا الجنوبية في عام 2002، يأمل أن يسعد جماهيره العربية العريضة بانتصار ينسيهم الخسارة من فرنسا، ويكون مسك ختام لمسيرة مظفرة بالإنجازات في المونديال الذي شهد افضل نتائج لمنتخب عربي في تاريخ البطولة.
يعتمد المدرب المغربي وليد الركراكي على مجموعة متجانسة من اللاعبين الشباب والخبرة، يعرفون جيدا واجباتهم الدفاعية والهجومية، الحارس المتألق ياسين بونو، ومن أمامه دفاع قادر على التعامل مع أفضل مهاجمي العالم، من بينهم أشرف داري، وجواد ياميق، وتعد الجهة اليمنى التي يشغلها عادة أشرف حكيمي ومن أمامه عزالدين اوناحي، وحكيم زياش في المقدمة تواليا، الأكثر تأثيرا على الخصم، وتمثل «رأس الرمح» لـ «أسود الأطلس» وهي عادة ما تكون مصدر الخطورة والأهداف، وعلى الجهة الأخرى لن يدخر سفيان بوفال ومن خلفه سفيان أمرابط جهدا في تقديم المساعدة المطلوبة للمهاجم يوسف النصيري، وتزويده بما يلزم لزيارة شباك الحارس الكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش.
على الجانب الآخر، فإن المنتخب الكرواتي وصيف النسخة السابقة للمونديال سوف يسعى من جانبه لأن يخرج بنتيجة إيجابية تضمن معه العودة بالمركز الثالث، لتكون تكريما لجيل قدم كرواتيا بأفضل صورة ممكنة، بقيادة أسطورة خط الوسط لوكا مودريتش، ورفاقه إيفان بيريستش، وماتيو كوفاسيتش، وديان لوفرين، ومن خلفهم الحارس المتألق ليفاكوفيتش، وبقيادة المدرب الهادئ زلاتكو داليتش.
يتوقع أن تكون المواجهة خارج التوقعات، ويقدم الفريقان فيها أفضل ما لديهما للخروج بانتصار أخير من المونديال، ولن تكون هناك محاذير فنية مسبقة على اللاعبين، فلا خشية من الإجهاد، ولا حسابات معقدة لها ما بعدها، والفوز بالمباراة قبل الأخيرة في كأس العالم يبقى عالقا في الأذهان طويلا.