أعرب مدرب المغرب وليد الركراكي، عن فخره بلاعبيه رغم الخسارة أمام فرنسا 0-2 في نصف نهائي المونديال، مؤكدا أنه «أول من سيستخلص العبر».
وقال الركراكي رداً على التساؤلات عقب المباراة، ان المنتخب احتاج إلى تفاصيل صغيرة وصولا للتتويج باللقب، كما شدد على انه فخور بلاعبيه والعالم بدوره لأنهم لعبوا بالروح والقلب واستحقوا ما حققوه حتى الآن.. وإلى التفاصيل الكاملة:
هل أنت نادم على خسارة هذه المباراة؟
٭ إن كنت سأتحسر على شيء في هذه المباراة فهو بدايتها، خصوصا الهدف الأول الذي أعطى الثقة للمنتخب الفرنسي للإبقاء على خطته التكتيكية.
ارتكبنا العديد من الأخطاء الفنية، لكننا على الرغم من ذلك خلقنا لهم المتاعب في الشوط الأول، وفي الثاني كنا الأفضل فلم نخسر الكرة كثيرا وخلقنا الكثير من الفرص، لكننا لم نكن حاسمين في الأمتار الـ 30 الأخيرة.
للأسف بالنسبة لنا، كنا نرغب في التسجيل لزرع الشك في صفوفهم، لكنهم يملكون الكثير من المواهب في خط الهجوم، كنا نعرف أنهم سيعاقبوننا، وهو ما حصل بالهدف الثاني الذي حطم معنوياتنا.
حاولنا الضغط حتى النهاية لتسجيل هدف ينعش آمالنا لكننا لم نتمكن. أهنئ فرنسا التي قلت قبل المباراة إنها فريق كبير ومن أشياء قليلة يمكنها الفوز.
لكنني فخور كون لاعبي فريقي بذلوا كل ما في وسعهم رغم الإصابات، ونجحوا في زرع الشك في صفوفهم في بعض اللحظات وهذا أمر رائع بالنسبة لنا.
وفي مسابقة مثل كأس العالم من المستوى العالي، أعتقد أنه يجب أن تكون في قمة مستواك من جميع النواحي، بينما نحن تجاوزنا الأمر قليلا على المستوى البدني، وبعض اللاعبين قدموا بين 60 و80% فقط من مؤهلاتهم في هذه البطولة.
هل ستمنحون بعض الدقائق في مباراة المركز الثالث للاعبين الذين لم يلعبوا حتى الآن؟
٭ هي مباراة نهائية صغيرة وسيكون الأمر صعبا بالنسبة لنا خصوصا من الناحية الذهنية. نعاني مسبقا من إصابات عديدة، ولدي فكرتان، الأولى أننا نرغب في بذل كل ما في وسعنا من أجل الفوز بها، والثانية أنني أريد منح بعض الدقائق لبعض اللاعبين الذين لم يحظوا بفرصة المشاركة حتى الآن لأنهم يستحقون ذلك، وكانوا رائعين مع المجموعة، وبالتالي سنحاول أن نمزج بينهم لنخلق فريقا رائعا وننتزع هذه المرتبة الثالثة ونكون جيدين.
وسنحاول الآن أن نستعيد ثقتنا لأننا خسرنا والأمور تكون صعبة دائما بعد الخسارة، وسنرى من سيحظى غدا بشرف تمثيل المغرب في هذه المباراة من أجل الفوز بالمركز الثالث.
ما الذي حدث قبل مباراة فرنسا بخصوص نايف أكرد ورومان سايس، هل لم يكن أفضل عدم إشراك الأخير؟
٭ أنت محق، حتى اللحظة الأخيرة انتظرنا لنرى إذا كان سايس بإمكانه اللعب، لأنه لاعب مهم في خطتنا التكتيكية وهو قائدنا وحاولنا حتى فترة الاحماء، والأمر ذاته بالنسبة لنايف الذي تعافى للتو من وعكة صحية وزكام ورغب بدوره في بدء المباراة لأنه أيضا عنصر مهم في التشكيلة، واعتقدت أن الدفع بخمسة مدافعين سيساعدنا.
نعم خاطرنا وعملنا لمدة يومين على هذه الخطة، من أجل سد المنافذ على عثمان ديمبيلي وكيليان مبابي وإرغامهما على الدفاع، لكن بعد خروج رومان عدنا إلى 4 مدافعين ولعبنا جيدا أيضا.
لست نادما على ما قمت به، في بعض الأحيان يجب المجازفة. أعتقد أننا لم ندخل جيدا في المباراة، سنستخلص الدروس، وأنا أول من سيفعل ذلك.
بعد هذا الإنجاز الكبير، هل سيكون هدفكم المقبل هو كأس أمم إفريقيا المقبلة؟
٭ بالتأكيد، لكننا وضعنا ضغطا إضافيا على انفسنا، كنا سابقا بين المرشحين، ولكننا اليوم بلغنا نصف نهائي المونديال ويتعين علينا عدم الاختباء ولن نختبئ، هناك معايير أخرى، إفريقيا مختلفة، سينتظرنا الجميع، لكن أمامنا عام كامل للاستعداد، وسيكون أمامنا وقت كاف لهضم هذه المسابقة لأن أول استحقاق سيكون في مارس المقبل، لكنني قلت سابقا بخصوص عقدي مع الاتحاد المغربي، أنا لا أختبئ ولدي طموح، وإذا لم نبلغ نصف النهائي فسأرحل، وهذا ما يجب فعله، سنذهب إلى هناك من أجل الفوز بها، لكن حذار فأفريقيا تطورت، وعندما نرى الغائبين عن المونديال سواء ساحل العاج والجزائر ومصر ونيجيريا فسيكون 10 مرشحين للفوز بها أيضا ونحن بينهم، لكن نحن نعمل ونتطور ونرغب في الفوز بها.
هل شعرتم بقيمة الإنجاز المغربي ووقعه عالميا؟ وماذا قلت للاعبين بعد المباراة؟
٭ كنا نعرف جيدا ما حققناه في هذا المونديال، ونرى ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، فهمنا مسبقا أن الجميع في بلدنا يكون فخورا بنا. ونحن نأسف لعدم تحقيق حلم شعبنا والذهاب إلى أبعد دور، لم نكن بعيدين واقتربنا من هذا الإنجاز الأعظم، احتجنا إلى تلك التفاصيل الصغيرة التي تقود إلى التتويج باللقب، شعرنا بها اليوم وبأهميتنا.
قلت للاعبين انني فخور بهم والعاهل المغربي أيضا والشعب المغربي والعالم بدوره لأننا لعبنا بالروح والقلب ونستحق ما حققناه وقاتلنا حتى النهاية، لم نقدم فقط صورة رائعة عن المغرب، بل لأفريقيا أيضا.
دفاع المغرب الحديدي لاستعادة قوته
كان دفاع منتخب المغرب أحد نجوم مونديال قطر 2022 في كرة القدم، فارضا سدا فولاذيا أمام مهاجمين عالميين من دور المجموعات حتى الأدوار الاقصائية، لكن في المباراة السادسة أثقلته الإصابات وواقعية فرنسا ليرضخ ويودع برأس مرفوعة من نصف النهائي.
شكل قطبا الدفاع القائد رومان سايس ونايف أكرد مع الظهيرين نصير مزراوي (بايرن ميونيخ الألماني) وأشرف حكيمي (باريس سان جرمان) جدارا رائعا أمام الحارس المتألق ياسين بونو (إشبيلية الإسباني).
بدأت حكاية الشباك النظيفة في المباراة الأولى ضد كرواتيا، عندما أطل «أسود الأطلس» برأسهم محققين نقطة التعادل السلبي، في محاولتهم الثانية لتخطي دور المجموعات بعد 1986.
على ستاد البيت في مدينة الخور الواقعة شمال العاصمة الدوحة، عانى الظهير الأيسر مزراوي من إصابة بجنبه عندما ارتمى على كرة مرتدة من الحارس دومينيك ليفاكوفيتش، فيما شعر الظهير الأيمن حكيمي بآلام في فخذه وأكمل المباراة.
لكن الظهور الثاني كان أكثر نجاعة، فتغلب أولاد المدرب وليد الركراكي على بلجيكا 2-0، في مباراة أطل فيها شبح الإصابات مع اضطرار الحارس بونو الى الانسحاب رغم وقوفه مع زملائه عند عزف النشيد الوطني، فحل بدلا منه منير المحمدي وحافظ على نظافة شباكه.
المباراة الثالثة كانت الوحيدة التي تهتز فيها شباك المغرب خلال دور المجموعات، فبعد التقدم بهدفين على كندا، حول أكرد مدافع وست هام الإنجليزي عن طريق الخطأ كرة هزت شباك الفريق الأحمر للمرة الأولى.
تألق الأدوار الإقصائية
القصة الرائعة لدفاع المغرب تركت صفحاتها البهية للأدوار الاقصائية، فاحتفظ الرباعي الحديد، بمساعدة من الإبر ومسكنات الآلام بنظافة شباكه أمام «تيكي تاكا» إسبانيا، ورفعه في ركلات الترجيح الحارس المبتسم والبارد الأعصاب بونو.
أصبح المغرب أول منتخب افريقي يبلغ نصف النهائي، بعد معركة ناجحة ونظيفة الشباك أمام البرتغال.. لكن شبح الإصابات لم يطل فقط برأسه، بل أبعد مزراوي وأكرد نهائيا عن ربع النهائي.
رغم ذلك، كانت المفاجأة الجميلة في بروز بديليهما يحيى عطية الله (الوداد البيضاوي) وجواد الياميق (بلد الوليد الإسباني)، فقاد المهاجم يوسف النصيري برأسيته العالية فوق سطح البحر، وبتمريرة جميلة جدا من المدافع عطية الله، بلاده إلى المربع الأخير بموازاة تألق بونو أمام جواو فيليكس والبديل كريستيانو رونالدو، فيما وقف الياميق سدا منيعا أمام هجمات غونسالو راموس ورونالدو.
مواجهة تعرض خلالها القائد قطب دفاع بشيكتاش التركي سايس لإصابة في الفخذ كان يعاني منها ضد إسبانيا، أرغمته على ترك مكانه لمدافع بريست الفرنسي أشرف داري في الدقيقة 57.
مرة جديدة وأخيرة، حضر اسم أكرد على ورقة نصف النهائي ضد فرنسا، لكن في اللحظة الأخيرة، وكما غاب بونو عن المباراة الثانية، سحب اسمه لمصلحة داري.
ثغرة دفاعية مطلع المباراة أمام نجم المباراة أنطوان غريزمان، أثمرت هدفا سريعا للمدافع الفرنسي تيو هرنانديز في الدقيقة الخامسة.
عرج القائد رومان سايس مطالبا بتبديله، فخرج في الدقيقة 21 ودخل لاعب الوسط سليم أملاح بدلا منه. غير الركراكي خطته من خمسة مدافعين إلى أربعة، وتعرضت لضرر إضافي مع خروج مزراوي بين الشوطين.
رغم كل ذلك، صمد المغرب، وشكل خطرا على مرمى لوريس بتسديدات وركلات حرة لزياش وأكروباتيات في القائم، حتى حسم الأمر بالهدف الثاني للبديل راندال كولو مواني.
الدفاع الحديدي للمغرب، استسلم أخيرا، وودع برأس مرفوعة.