ناصرالعنزي
ليتها كانت البداية وليس الختام، ليت كأس العالم لم يصل إلى نهايته ويدوم شهرا آخر، ليته تأخر قليلا عن موعده اليوم لنشاهد البرازيل وألمانيا والمغرب وكرواتيا والبرتغال واسبانيا وهولندا واليابان وانجلترا.
مرة أخرى، ليت قوانين «فيفا» تنص على إقامة المباراة النهائية مرتين، فالواحدة لا تشبع جوعنا ولا ترضي غرورنا، ليت الزمن يعود لحظات ويكرر ركلات الترجيح وتفوز البرازيل بدلا من كرواتيا، وليت حق المغرب في ركلة جزائه أمام فرنسا يعود لأصحابه، ليت صافرة حكم مباراة الليلة الپولندي سيمون مارتشينياك تطول حتى اليوم التالي.
إذن، اليوم هو يوم الحرب «الكروية» العالمية، وعلينا أن نستعد جيدا لرصد كل صواريخها وقذائفها وطائراتها وتتبع خطوات جنودها قبل ساعات من المواجهة، فلا مجال للصلح في حرب الليلة فإما النصر أو الموت، ليلة عشاق الكرة ومجانينها والفائز سيتوج الأقوى في العالم لمدة أربع سنوات قادمة، ويحمل كأسا لطالما ذرفت دموع الفائزين والخاسرين من أجلها، بكى نيمار وكريستيانو رونالدو، وقبلهما بكى مارادونا وزيدان والظاهرة رونالدو، فمن سيبكي الليلة ميسي أم مبابي؟ في مواجهة عالمية يتابعها رؤساء وزعماء وأغنياء وفقراء رجالا ونساء وأطفالا.
٭ فرنسا حاملة اللقب في مواجهة الأرجنتين، وكلاهما يحمل نجمتين في سعيهما إلى نجمة ثالثة، وتتجه الأنظار نحو الأسطورة ليو ميسي لتحقيق لقبه الشخصي الأول بعد تعثر في أربع مناسبات سابقة، والسؤال الذي لم ينقطع منذ تأهل التانغو إلى النهائي ماذا سيفعل ميسي الليلة، هل سيحمل الكأس مثلما فعلها الاسطورة دييغو مارادونا، بل ذهب البعض إلى أن إخفاق ميسي اليوم سينزع منه لقب الأسطورة، والحقيقة ان المقارنة بين مارادونا وميسي مثل «الكزبرة والبقدونس» يصعب التفريق بينهما وكلاهما طيب المذاق.
٭ لو فاز المنتخب الفرنسي اليوم فسيكون المنتخب الثالث الذي يحقق اللقب مرتين متتاليتين بعد ايطاليا والبرازيل، والفرنسيون قادرون على تحقيق اللقب إذا كفوا شر ميسي عنهم، وفي اللقب الذي فازوا به في مونديال 1998 كانت صفوفه تضم عددا من اللاعبين المجنسين وفي مقدمتهم زين الدين زيدان، وفي البطولة الاخيرة في روسيا 2018 أطلق عليهم منتخب «المجنسين» لوجود أغلبية من أصول افريقية ساهموا في تحقيق اللقب، وفي البطولة الحالية يقودهم كيليان مبابي من أصول كاميرونية، والمفارقة أن منتخب الارجنتين طيلة كأس العالم لم تضم صفوفه لاعبا من البشرة السمراء.
٭ اختارت قناة سكاي سبورت تشكيلة كأس العالم وتتكون من الكرواتي ليفاكوفيتش حارسا، والمغربي أشرف حكيمي، والكرواتي ديول، والانجليزي ماغوير، والارجنتيني خوان فويث، والمغربيينن اوناحي وسفيان مرابط، والفرنسيين غريزمان ومبابي وجيرو، والأرجنتيني ميسي، فهل تتفق معها أم تختلف، علما أن الاختيار يتضمن عدد ساعات لعبه وتأثيره على أداء الفريق، ولو كانت القائمة تتسع أكثر لكان من بينهم نيمار والبرتغالي فرنانديز.