- ملك: اللغة العربية كيان وثروة وذوق ومشاعر وحس وإدراك ووصف
يحتفي العالم في 18 ديسمبر من كل عام بيوم اللغة العربية بكل ما لها من خصوصية تتعلق بأنها لغة حية وحاملة لهوية أمة «الضاد» ووعاء القرآن الكريم بكلماته ومعانيه المقدسة.
وفي وقت يحمل اليوم العالمي للغة العربية هذه السنة شعار «اللغة العربية والهوية» يمكن القول إن كل يوم يمر علينا هو بمنزلة احتفاء بهذا اللسان الشريف كلام القرآن الكريم ومن ذلك قوله تعالى: (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) سورة الشعراء: 192- 195.
وبهذه المناسبة، قالت رئيسة مجلس إدارة الجمعية الكويتية للغة العربية د.آمال العواد لـ «كونا» أمس إن قدسية اللغة العربية دفعت العلماء إلى أن يدرسوا أسرارها ويقفوا على خباياها ومكنوناتها، لافتة الى قول أبي منصور الثعالبي «من أحب الله تعالى أحب رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، ومن أحب الرسول العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همته إليها، ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للايمان وآتاه حسن سريرة فيه اعتقد أن محمدا صلى الله عليه وسلم خير الرسل والإسلام خير الملل والعرب خير الأمم والعربية خير اللغات والألسنة».
وأكدت العواد أن اللغة العربية أدت رسالتها على أكمل وجه، فكانت خير وعاء لكتاب الله عز وجل وخير وسيلة دونت بها علوم حضارتنا ودونت بها الآداب والعلوم التقنية على حد سواء فهي ليست لغة بيان شعرا ونثرا وليست لغة فقه وتفسير وبلاغة وأصول ونحو وصرف فحسب، بل هي لغة للعلوم التطبيقية أيضا، مشيرة الى كتب العلماء الأوائل التي دونت بالعربية منها القانون في الطب لابن سينا، وعلم وظائف الأعضاء لابن النفيس، وعلوم البصريات والفيزياء والفلك والهندسة لابن الهيثم، وعلم الرياضيات للخوارزمي، وعلمي الجغرافيا والفلك للفرغاني، وعلم الكيمياء لجابر بن حيان، وعلمي الموسيقى والمنطق للكندي وغيرهم.
وأضافت: لقد نبتت كل علوم حضارتنا في تربة العربية الخصبة ولو أننا عدنا بالبحث عن جذور كل علم لوجدناه قد نبت في أرض العربية ولوجدنا علماءه يحملون عقل العربية يفكرون بها ويكتبون بها ويتحدثون بها وينظرون إلى الكون الفسيح من خلالها، والناظر إلى تاريخنا القديم يرصد مظاهر شتى لتنافس الأمم المختلفة في تعلم العربية منها الهند والفرس والروم والحبشة، حيث كانوا يرونها مفخرة ومكانة اجتماعية مرموقة.
وتابعت: العربية كما تعيش فينا نعيش فيها أيضا، نتعبد بها ونخاطب بها المولى عز وجل، ولو بحثنا عنها في ضمائرنا لوجدناها حية ممتدة امتداد كلام الله عز وجل إلى السماء، مؤكدة ان العربية لغة لا تموت فهي باقية ببقاء الكتاب العزيز، مشيرة إلى الشكاوى المتداولة في الوقت الحالي عن تدني مستويات الأبناء في تعلم اللغة العربية، مبينة أن ذلك أحد مظاهر التراجع الحضاري الذي تشهده أمتنا، والمشكلة تكمن فينا نحن أبناء العربية لا في العربية نفسها.
وبينت أنه من هذا المنطلق فقد أخذت الجمعية الكويتية للغة العربية على عاتقها تعزيز مكانة العربية في نفوس الأبناء ووضع الحلول الناجحة لمواجهة مظاهر هذا الضعف اللغوي والتعاون مع الهيئات والوزارات والمؤسسات من أجل تقديم الخطط العلاجية اللازمة لذلك، مؤكدة أن الفصحى تبقى اللغة الرسمية للكويت واللغة العزيزة على كل مسلم على وجه الأرض.
من جانبها، قالت الموجهة الفنية لمادة اللغة العربية في وزارة التربية مشاعل ملك إن الله قد اختار أن يكون كلامه العظيم في كتابه المعجز الخالد بأم اللغات اللغة العربية، لذا من واجبنا كمسلمين أن نحافظ عليها فهي هويتنا، مبينة أن اللغة العربية كيان وثروة وذوق ومشاعر وحس وإدراك ووصف ولو لم تكن بهذه السعة لما أنزل بها القرآن ولما جعلها الله لغة أهل الجنة.
وبينت ملك أن ذلك استدعى تضافر الجهود لأن تحافظ وتحمي لغة القرآن، مشيرة إلى جهود وزارة التربية في هذا الصدد كذلك في الاحتفال بيوم اللغة العربية العالمي، فاليوم يشارك الجميع ببرامج شتى ليكون ذلك برهانا وولاء لأم اللغات، فمن التلاميذ من يقصد شعرا حبا لها، ومن المعلمين من يتسابق لتوزيع مطويات ومذكرات احتفالا بيومها العالمي.
وذكرت أن دستور الكويت ورد في ديباجته التأكيد على دور الدولة في القومية العربية، كما نص في المادة الأولى على أن الكويت دولة عربية مستقلة وشعب الكويت جزء من الأمة العربية، وكذلك المادة الثالثة نصت على أن لغة الدولة الرسمية هي اللغة العربية، ومن ذلك وجب علينا أن نحافظ عليها.