- ديبلوماسية الدوحة الفاعلة ترسخ السلم والأمن الدوليين
- توسيع المشاركة الشعبية يصقل التجربة الوطنية القطرية
- رئيس «فيفا»: قطر نظمت أفضل «مونديال» على الإطلاق
تحتفل دولة قطر، اليوم الموافق 18 ديسمبر، بذكرى يومها الوطني، تلك المناسبة المجيدة التي يستذكر فيها القطريون بكل الفخر والإعزاز تضحيات وأمجاد مؤسس دولة قطر الحديثة، الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني ـ طيب الله ثراه ـ الذي أرسى اللبنة الأولى لصرح الوطن ورسم ملامح مستقبله.
وسيظل 18 ديسمبر محفورا في وجدان وعقول القطريين جيلا بعد جيل لما يحمله من معان سامية ومآثر عظيمة في الوطنية والعمل والإنجاز، ذلك أن لهذا اليوم في ذاكرة الأيام من تاريخ قطر الحافل بالعطاء عبقا خاصا ولونا متميزا ومشرقا بإشراقة الوطن وإخلاص وتفاني الرجال الذين صاغوا البدايات الأولى في مسيرة بناء الوطن ـ الأرض والإنسان ـ وسهروا على ترسيخها وساهموا في إعلاء شأنها على مر السنين ومازالوا على عهد الوفاء لهذا التاريخ قائمين.
ومن بعد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني ـ رحمه الله ـ حمل راية الوطن الأجداد والآباء وكافحوا لصونها واستقلالها، إلى أن بلغت صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، فما يزال يحملها وينهض بها وهو حري بها وأهل لها. وفي عهد سموه، تحرص الدولة على أن تظل هذه الراية وهامة الوطن عاليتين، ليكون الاستقلال مصونا وسيادته كريمة حرة أبية تحفظها وتحافظ عليها الأجيال المتعاقبة.
وفي ذكرى يومها الوطني تحتفل دولة قطر، قيادة وشعبا، بالوطن والأرض والإنسان والإنجاز، إذ إن الاحتفال باليوم الوطني إنما هو احتفاء بعقود زاخرة بالعطاءات حافلة بالإنجازات ومختلف مظاهر التقدم والنماء والازدهار والرفاه، وطنا وإنسانا.
ويكتسب احتفال قطر بيومها الوطني هذا العام 2022، أهمية خاصة واستثنائية، لتزامنه مع استضافتها لبطولة كأس العالم لكرة القدم (فيفا قطر 2022) كأول دولة عربية تستضيف هذا «المونديال» الفريد.
نسخة استثنائية من «المونديال».. الدوحة تجعل المستحيل ممكناً
وضعت دولة قطر نفسها على الخريطة الرياضية العالمية بقوة وهي تستضيف نسخة استثنائية غير مسبوقة على الإطلاق، من كأس العالم لكرة القدم، لتؤكد قدرتها اللامتناهية على تنظيم أكبر الأحداث الرياضية بعد أن حققت نجاحات مذهلة في تنظيم بطولات عالمية سابقة.
أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» جياني إنفانتينو، أن بطولة كأس العالم في قطر وحدت العالم، واصفا اياها بأنها أفضل نسخة من المونديال على الإطلاق.
وقال إنفانتينو « المونديال شهد نجاحا على كل الأصعدة، ولم نشهد أية حالات شغب.. نشكر قطر على تقديم النسخة الأفضل على الإطلاق»، مشيرا إلى أن المونديال كان فرصة للكثير من الجماهير التي حضرت إلى دولة قطر للتعرف على الثقافة العربية.
وبات من الطبيعي أن تلفت دولة قطر أنظار العالم إليها بعد ان نجحت بامتياز في كل الجوانب التنظيمية والفنية والجماهيرية المتعلقة بالمونديال «فيفا قطر 2022»، بفضل الإجادة في العمل منذ فوز ملفها باستضافة هذا الحدث العالمي الكبير، لتتميز بنجاح عالمي غير مسبوق في إدارة الملف التنظيمي ولتصبح كل تفاصيله الكبيرة والصغيرة محل إشادة وإبهار وإعجاب العالم أجمع. وتصدر اسم دولة قطر وسائل الإعلام العالمية بالفيديوهات والصور والأخبار إعجابا بالإبهار القطري، فبتنظيمها المونديال باتت قطر أول دولة عربية وشرق أوسطية تستضيف العرس العالمي، وذلك منذ أول بطولة في أوروغواي عام 1930.
ومنحت قطر نهائيات كأس العالم مذاقا عربيا خالصا، من خلال حفل الافتتاح الذي احتضنه استاد «البيت» المستوحى تصميمه من الخيمة البدوية التراثية، فضلا عن اصطفاف الخيول العربية خارج الاستاد، بالإضافة إلى ما تضمنه الحفل من عروض فنية تجمع بين التقاليد العربية والثقافة العالمية، إلى جانب تكريم جميع الفرق المشاركة في البطولة والدول المستضيفة للنسخ السابقة من البطولة والمتطوعين.
ووجهت الدوحة رسالة مهمة من الوطن العربي الكبير إلى العالم أجمع، مفادها دعوة الجميع إلى الالتقاء في وحدة واحدة، ومد الجسور بين جميع الاختلافات في العرق والدين والثقافة واللون، وملء كل المسافات بالقبول والاحترام والتعايش، كما شكلت قطر باستضافتها البطولة ملتقى للحوار بين الشرق والغرب.
وعلى مدار الفترة من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر ٢٠٢٢، أظهرت الدوحة تميزا وتفردا خلال فعاليات «مونديال» غير مسبوق، لتبقى النسخة القطرية خالدة في أذهان العالم لسنوات قادمة بعد أن قدمت تجربة فريدة للمنظمين واللاعبين والمشجعين وملايين المشاهدين في شتى بقاع الدنيا، إذ كانت عوامل الشغف والإثارة والتشويق والفرح هي العنوان الأبرز في المونديال الاستثنائي، والذي تمت متابعته على أرض الواقع بكل أريحية واهتمام.
ديبلوماسية نشطة ترسخ السلم والأمن الدوليين
سجلت دولة قطر بديبلوماسيتها الفاعلة والنشطة نجاحات لافتة على مختلف المستويات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، وكرست حضورها العملي في العديد من الفعاليات الخارجية والديبلوماسية بوصفها عضوا أساسيا في المنظمات والمجالس الإقليمية والعالمية.
وترتكز سياسة قطر الخارجية على مجموعة من المبادئ العامة المتضمنة في دستورها، والتي ترسخ السلم والأمن الدوليين من خلال تشجيع الحلول والتسويات السلمية للنزاعات الدولية من خلال الحوار والوساطة، واحترام المعاهدات والاتفاقيات الدولية، وتعزيز التنمية المستدامة، وتعزيز المساعدات الإنسانية في مناطق الحروب والنزاعات، ودعم وتعزيز جهود تقليص الاحتياجات الإنسانية المتوقعة في الظروف الطارئة.
وفي هذا الصدد، تمتلك قطر سجلا طويلا وحافلا بالنجاحات في مجال الوساطة في النزاعات، مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. كذلك، تضطلع الدوحة بمسؤوليتها كشريك فاعل في المجتمع الدولي، حيث تدعم الجهود الدولية لمواجهة ظاهرة التغير المناخي ومبادرات مكافحة الإرهاب وحفظ السلام.
كما تحرص قطر على تقديم المساعدات للمتضررين من الأزمات بشتى أنواعها، كالحروب والزلازل والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، وقد قدمت مساعدات عاجلة للمتضررين من هذه الكوارث الطبيعية في إندونيسيا، وباكستان والصين وهايتي وغيرها، فضلا عن إرسالها أطنان من المساعدات الطبية إلى أكثر من 80 دولة حول العالم.
وإضافة إلى تنفيذ برامج المساعدات الخاصة بها، تدعم قطر الدور الرائد الذي تضطلع به منظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية في مجالات التنمية والمساعدات الإنسانية، حيث إنها سادس أكبر مانح عالمي للأمم المتحدة.
مسيرة مشهودة لدولة المؤسسات
في إطار اهتمام قطر ونهجها السياسي السديد، في تعزيز مسارات الديموقراطية والشورى، واصلت الدولة تحقيق تقدم مشهود على صعيد توسيع المشاركة السياسية الشعبية في العمل العام من أجل المزيد من النجاحات في التجربة الوطنية القطرية التي تحظى دوما بثقة العالم وتقديره.
الإنسان القطري محور النهضة والتقدم
ولأن الإنسان هو هدف ومحور عملية التنمية في قطر، فقد تركز الاهتمام عليه ومن أجله، لذلك تم توفير كل مستلزمات الارتقاء به لتأهيله بغرض نهوضه بالمسؤولية والمشاركة في البناء.
فقد هيأت الدولة للمواطن كل سبل التقدم والنهوض، من تعليم إلزامي مجاني لمختلف مراحل العملية التعليمية والتربوية وبعثات داخلية وخارجية إلى أرقى جامعات العالم ودورات تدريبية في أفضل المعاهد والمؤسسات المتخصصة، إلى جانب توفيرها مدارس نموذجية وجامعات متكاملة الكليات من جامعة قطر إلى ما تضمه المدينة التعليمية من جامعات تعمل وفق أحدث المعايير العلمية وخدمات طبية وصحية متكاملة بمراكز ومستشفيات حديثة تحتوي على أجود ما توصل اليه العلم من أجهزة ومعدات بكفاءات بشرية ذات مستويات راقية.
ويخطو القطاع الصحي في قطر خطوات عملاقة سواء من جهة توفير أحدث الأجهزة الطبية والمعدات أو من جهة استقطاب أفضل الكوادر الطبية والفنية وتوسيع رقعة الخدمات الصحية من خلال افتتاح عدة مراكز ومستشفيات في أنحاء متفرقة من البلاد. وتتألف الخدمات الصحية في قطر، من سلسلة مترابطة الحلقات تبدأ من الرعاية الصحية الأولية وصولا إلى الخدمات التي تقدمها المستشفيات الرئيسية.
وتتولى الهيئة الوطنية للصحة تقديم الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والإشراف على خدمات الصحة العامة في الداخل، وعلاج المواطنين بالخارج، وتنظيم الاتجار وصناعة الأدوية على مستوى يحظى بسمعة دولية وتقدير عالمي، وذلك في إطار السياسة العامة للدولة ومن خلال وضع استراتيجية وطنية لتحقيق هذه الأهداف.
اقتصاد تنافسي مزدهر
نجحت قطر في تحقيق تعزيز اقتصادها الوطني وتطوير مقوماته وركائزه وتنويع مصادر دخله، مع الدفع نحو التحول إلى الاقتصاد الرقمي، حيث أجرت تعديلات تشريعية لتسهيل المعاملات التجارية وتعزيز المنافسة، وحماية المستهلك وتشجيع الاستثمار الصناعي وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالسماح للمستثمرين الأجانب بتملك 100% من رأسمال بعض الشركات، ودعم تنافسية المنتجات الوطنية، ومن ثم ارتفعت مساهمة الصناعات المحلية إلى المرتبة الرابعة في الناتج المحلي الإجمالي.
ويحافظ القطاع المالي والمصرفي القطري على نمو الاحتياطيات الدولية واستقرار سعر صرف الريال القطري، مما أسهم في محافظة الدولة على ترتيبها الائتماني المرتفع لدى المؤسسات الائتمانية العالمية وعلى النظرة المستقبلية المستقرة لاقتصادها.
ومن ابرز المؤشرات الاقتصادية الإيجابية في هذا الشأن، هو تحقيق موازنة الدولة للربع الثالث (يوليو، أغسطس، سبتمبر 2022)، فائضا قدره 30 مليار ريال قطري.
كذلك، تضاعف فائض الموازنة للنصف الأول من 2022، عدة مرات ليبلغ 47.3 مليار ريال، مقارنة مع فائض بلغ مستوى 4 مليارات ريال مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2021.
وبالتوازي، تمضي الدوحة قدما في تحقيق أهداف رؤيتها الوطنية (قطر 2030)، وإعداد الإستراتيجية الوطنية الثالثة لمدة 5 سنوات، وقد باتت تحتل مكانة مرموقة ومراتب متقدمة في بعض المكونات الهامة ضمن مؤشرات التنافسية العالمية.
وقد أشادت العديد من المؤسسات الاقتصادية والمالية والاستشارية العالمية بالجهود المكثفة التي بذلتها الدوحة والتي أظهرت مرونة فائقة مكنتها من الخروج أقوى من تداعيات جائحة كورونا.
وتعمل الحكومة القطرية حاليا على بذل المزيد من الجهود لضمان قدرة الدولة على زيادة المنافسة في عالم ما بعد الوباء، من خلال تبني برنامج تحول شامل يركز على المواطن وتعظيم القدرة التنافسية للقطاع الخاص القطري والمرونة المالية والابتكار والحوكمة.
خلاصة القول إن دولة قطر وهي تحتفي بذكرى يومها الوطني فإنها تتطلع إلى المستقبل بروح من الأمل والتفاؤل، حيث تأتي هذه المناسبة الوطنية المهمة التي تعانق «العرس المونديالي» لتؤكد من جديد مدى ارتباط قطر، قيادة وشعبا، بهويتها الوطنية وامتدادها القومي وتمسكها بثوابتها الحضارية وقيمها الإنسانية.
مكتبة قطر الوطنية.. ضمن أفضل 10 مبانٍ في العالم
يصنف مبنى مكتبة قطر الوطنية، ضمن أفضل 10 مبان في العالم حسب موقع Dezeen البريطاني، أحد أهم المواقع لمهندسي وطلاب العمارة، بما يشكل إضافة إلى سجل الإنجازات القطرية المضيء في شتى المجالات. وتضم المكتبة مواد تراثية وتاريخية تتعلق بقطر والمنطقة.
وتم تصميم المكتبة وفق أحدث معطيات التكنولوجيا الحديثة بما يحفز الزوار على استكشاف مسيرة تطور المعرفة من الماضي إلى الحاضر، وروعي في تصميم المبنى تحقيق التوازن بين توافر المحتوى المعرفي وسهولة الوصول إليه من جهة، والمحافظة على هذا المحتوى وصونه في مكان آمن من جهة أخرى.
ويحتوي مبنى المكتبة على مرافق وقاعات للدراسة والبحث والمطالعة الفردية والجماعية، وجميع هذه المرافق تناسب جميع الفئات العمرية والخصائص الديموغرافية المختلفة للمجتمع في قطر.
ويشبه المبنى، الذي شيد على مساحة 45 ألف متر مربع، ورقتين مطويتين فوق بعضهما من الزوايا ومسحوبتين إلى الأعلى بحيث يشكل الفراغ بينهما ما يشبه شكل الصدفة، وهو عبارة عن الفضاء الداخلي المفتوح من المبنى. وهذا التصميم أراد به المهندس المعماري أن يجعل من مبنى المكتبة صرحا شاهدا على القيمة الدائمة للكتاب.
وقد صمم الجزء الداخلي الرئيسي ليتيح دخول ضوء النهار لساحة المكتبة من الخارج، مما يتيح الشعور بالاتصال الدائم بالعالم الخارجي. تقوم الواجهة الزجاجية المموجة بفلترة ضوء النهار، وتوفر للمكتبة ضوءا طبيعيا مثاليا دون وهج أو سطوع للقراءة والأنشطة المجتمعية.
وصممت أرفف الكتب بالمكتبة بما يجعلها تبدو جزءا طبيعيا من المبنى نفسه، كأنها خرجت من الأرض، حتى تشكل الكتب محور المكتبة وتركيزها الأساسي.
وقد صممت الأرفف فوق مستوى الأرض بما يرمز للقيمة الرفيعة للكتاب في الثقافة القطرية.
قطر تواصل تصدّر مؤشر السلام العالمي عربياً في 2022
حققت دولة قطر المركز الأول على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقا لمؤشر السلام العالمي للعام 2022، وحلت في المرتبة 23 عالميا من بين 163 دولة شملها التقرير على مستوى الحالة الأمنية، متقدمة بـ 6 مراكز عن عام 2021 باعتبارها الأكثر أمنا وأمانا. وحافظت قطر على ترتيبها المرتفع في عدة مؤشرات أمنية تضمنها التقرير منها: معدل الجريمة بالمجتمع، ومعدل النشاط الإرهابي، وجرائم القتل، والسلامة والأمن، والصراعات الداخلية المنظمة، الإرهاب والاستقرار السياسي. وبحسب تقرير مؤشر السلام العالمي، فإن تصدر قطر في مؤشر السلام العالمي على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإحرازها مراتب متقدمة على المستوى العالمي في التصنيف يؤكد ما تتمتع به من مستوى عال في الأمن والأمان وانخفاض معدل الجرائم والاستقرار السياسي بالإضافة إلى خلوها من الأنشطة الإرهابية والتهديدات سواء كانت داخلية أم خارجية. وذكر التقرير، أنه لاتزال قطر هي الدولة الأكثر أمانا في الشرق الأوسط وشمال افريقيا للعام الـ 15 على التوالي، وأنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تعد من بين 25 دولة الأكثر أمانا على مستوى العالم. وأشار إلى أن معدل المستوى الإجمالي للجريمة مازال منخفضا في قطر عام 2022، أما فيما يتعلق بمؤشر الاستقرار السياسي، فقد أشار التقرير إلى تحسن كبير بنسبة 28.6%، وهو ما يعد ثاني أكبر تحسن على مستوى دول العالم.