ناصر العنزي
وداعا كأس العالم، وداعا أجمل المسابقات وأروعها بعدما عشنا أياما لن تغيب عن الذاكرة، وذهب اللقب إلى من يستحق، ومثلما كان حفل الافتتاح مبهرا جاء حفل الختام مثله بعدما نجحت دولة قطر الشقيقة في احتضان البطولة بنجاح صفق له القاصي والداني، في واحدة من أجمل نسخ البطولة مند انطلاقها في عام 1930، وألجمت قطر ذات المساحة الصغيرة في خليجنا العربي ألسن كل المشككين في قدرتها على تنظيم البطولة، وبرهنت على قدرتها على النجاح ممثلة بالقيادة السياسية والمسؤولين والشعب القطري، فهنيئا لنا مثل هذا الإنجاز المبهر بعدما دونته صفحات التاريخ بأحرف من ذهب. وفي السياق ذاته، نجح الحكم القطري عبدالرحمن الجاسم في تمثيل الحكم الخليجي خير تمثيل بعد ما اسندت إليه مهمة تحكيم مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين كرواتيا والمغرب، ولا شك ان اسناد المهمة له دليل على ثقة لجنة الحكام في الاتحاد الدولي على قدرة حكامنا العرب في إدارة أهم المباريات في جميع البطولات، وكان السبق للحكم المغربي الراحل سعيد بلقولة الذي أدار المباراة النهائية بين فرنسا والبرازيل في مونديال 1998 وانتهت فرنسية بثلاثية، وهذه أيضا رسالة الى حكامنا المحليين الذين غابوا عن مثل هذه البطولات، حيث يجب على اتحاد الكرة إعدادهم وتأهيلهم للمونديال القادم 2026.
يذكر ان الحكم الكويتي سعد كميل قد أدار مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في مونديال كوريا واليابان 2002.
٭ استضافت قناة الكأس النجم الايطالي السابق روبيرتو باجيو الذي شارك مع منتخب بلاده في مونديالات 90 و94 و98، ولم يحالفه الحظ في تحقيق اللقب، وسئل باجيو عن ركلة الترجيح التي أضاعها ومنحت البرازيل اللقب في أميركا 1994 فقال: حتى هذه اللحظة لا أعرف كيف سددت الكرة نحو السماء.
والحقيقة ان بعض وسائل الاعلام الإيطالية شككت في تنفيذه للركلة المهدرة بسبب خلاف شديد نشب بينه وبين مدرب الآزوري وقتها ساكي، الذي لم يكن يرغب في ضمه لكنه أجبر على استدعائه بعد ضغوط إعلامية وجماهيرية.
وذهب البعض منهم إلى أن تألق باجيو في البطولة أحرج مدربه ساكي وعبر الأول عن غضبه بعد تبديله اثناء المباريات، وشككوا بالقول ان باجيو سدد الكرة بعشوائية كي لا ينسب الفوز للمدرب ساكي الذي صمد أمام البرازيل طوال أربعة اشواط ومنعهم من التسجيل، وقالوا لا يمكن أن يسدد باجيو بمثل هذه الطريقة!
٭ من ذكريات بطولات كأس العالم التي تستحق الذكر حادثة النجم الهولندي يوهان كرويف الذي تخلف عن مرافقة منتخب بلاده إلى مونديال 1978 في الأرجنتين بسبب تهديده بالقتل إذا شارك في البطولة بعدما قاد هولندا إلى المباراة النهائية في كأس العالم 1974 وخسر من المنتخب المستضيف ألمانيا 1-2، وفي البطولة ذاتها مونديال 1978 لم يستدع مدرب الأرجنتين سيزار مينوتي أي لاعب من فريق بوكاجونيور بطل كأس العالم للأندية 1977 بسبب مطالبة جماهيره بإقالته عقب نتائجه المتواضعة في المباريات الودية، كما رفض ضم مارادونا «18 عاما»، وكان يلعب بنادي أرجنتينيوس جونيور وقال انه مازال صغيرا، ورغم ذلك تمكن مينوتي من إحراز اللقب.