بينما تخوض الكويت بمؤسساتها وقطاعاتها المعنية الرسمية والأهلية والمجتمع المدني حربا ضروسا ضد آفة المخدرات تبرز أهمية تكاتف وتشابك الجهود كافة لإيجاد آليات عملية وبرامج توعوية لتطويق هذه الآفة والحفاظ على مجتمعنا الكويتي الأصيل متمتعا بالصحة الجسدية والنفسية السليمة.
وفي وقت تكثف الحكومة جهودها بالتنسيق مع الجهات المعنية محليا ودوليا لمكافحة هذه الآفة وتعقب تجار المخدرات ومروجيها، فإنها في الوقت ذاته تركز على دراسة هذه المشكلة للحد من انتشارها والآثار المترتبة عليها من خلال برامج الوقاية المتنوعة.
وفضلا عن وزارة الداخلية والوزارات والجهات المعنية بمكافحة هذه الآفة أخذت وزارة الدفاع والجيش الكويتي وقوة الإطفاء العام زمام المبادرة والقيام بدورها في الحرب ضد المخدرات سواء الخطوات الإجرائية في مساندة الجهات المعنية فيها أو بالجانب التوعوي والتثقيفي والبحثي.
ودأبت العلاقات العامة والإعلام في الجيش الكويتي على عقد ندوات ومحاضرات وتوعية مكثفة سواء لأفراد الجيش والقوات المسلحة أو المشاركة في فعاليات وأنشطة بهذا الصدد هدفها حماية المجتمع والشباب من المخدرات والتركيز على دور الأسرة بحماية أبنائها من خلال متابعتهم وشغل أوقات فراغهم ومنعهم من رفاق السوء حتى لا يقعوا فريسة لتلك السموم.
كما تناولت تلك الندوات الوسائل والحيل المعقدة التي يستخدمها مروجو المخدرات للإيقاع بالشباب خاصة في ظل التكنولوجيا الحديثة وسهولة التواصل وأكدت أهمية تكاتف قطاعات المجتمع لإيجاد آليات عملية وبرامج توعوية لتطويق آفة المخدرات والحفاظ على مجتمعنا الكويتي الأصيل متمتعا بالصحة الجسدية والنفسية السليمة.
وكانت كلية علي الصباح العسكرية قد نظمت بالتنسيق مع وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات ندوة توعوية ضمن الملتقى الحادي عشر لمكافحة المخدرات للطلبة الضباط في الكلية لتوعية وتحصين منتسبي الكلية ضد آفة المخدرات والوقوع بها من حيث نوعيتها وترويجها.
وتولى المحاضرون عرض وشرح أنواع المخدرات ومستوى خطورتها وكيفية معرفة أشكالها وما الأعراض التي تظهر على المتعاطين لهذه المواد السامة ومراحل تقدم المتعاطي إلى المرحلة الأخيرة وهي الوفاة.
كما عرض المحاضرون صورا عن بعض الأشخاص المدمنين وكيفية استدراجهم في الوقوع وتعاطي المخدرات والأساليب المستخدمة في التعاطي وكيفية تهريب المواد المخدرة، كما أقيم معرض ضمن أنشطة الندوة ضم كتيبات ونشرات توعوية لإيصال الرسالة لطلبة كلية علي الصباح العسكرية.
من جهتها، نظمت إدارة الشؤون الصحية بالتنسيق مع العلاقات العامة في قوة الإطفاء العام الكثير من الفعاليات المشابهة التي تستهدف منتسبي قوة الإطفاء العام حول المخدرات وآثارها السلبية، كما عنيت كذلك بحماية منتسبي القوة من تلك الآفة السلبية عبر حملات التوعية والأنشطة الهادفة طوال العام.
وركزت هذه الفعاليات أيضا على أهمية التعاون بين جميع أجهزة الدولة للتوعية بآثار المخدرات وإيجاد آليات جديدة لمواجهة تلك السموم والوقاية منها وكيفية اكتشاف التعاطي مبكرا والإبلاغ عن أي حالة تعاط، إضافة إلى بث الوعي بخطورة آفة المخدرات والمؤثرات العقلية بين صفوف الشباب واستغلال وسائل الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي لإيصال الرسالة إليهم.
وفي إطار الحفاظ على سمعة المؤسسة العسكرية وإبعاد أي شبهات عن منتسبيها، تجري وزارة الدفاع فحوصات عشوائية لنحو 5000 عسكري من مختلف منتسبي الوحدات والألوية في الجيش للتأكد من صحة العسكريين وسلامتهم وعدم وجود آثار لمواد مخدرة أو مؤثرات عقلية.
وتستمر عملية الفحص دون استثناء أي رتبة عسكرية أو منصب، علما أن فحص العسكريين أمر ليس جديدا وهو إجراء معمول به منذ تأسيس الجيش الكويتي وفي حال تم اكتشاف أي حالة يتم التعامل معها وفق الإجراءات القانونية المتبعة في وزارة الدفاع بما يحافظ على صورة المؤسسة العسكرية ويحفظها من أي شائبة.
وكان مجلس الوزراء أعلن نهاية شهر أكتوبر الماضي إطلاق حملة وطنية لمحاربة المخدرات بناء على توجيهات سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء لحماية الشباب من هذه الآفة وما يترتب عليها من آثار مدمرة على الجوانب الصحية والأمنية والاجتماعية من خلال التوعية والمكافحة والمعالجة وتوفير مواقع لعلاج وتأهيل المدمنين بسرية تامة عبر أفضل الكوادر الوطنية مع الاستعانة بالكوادر العالمية.
وأطلقت «كونا» الأحد الماضي حملتها الإعلامية التوعوية لمكافحة آفة المخدرات تحت عنوان «المخدرات هلاكك» عبر جميع خدماتها الإخبارية من خلال مواد متخصصة ومتنوعة وبأنواع إعلامية مختلفة وصولا لمختلف شرائح الرأي العام لاسيما الشباب انطلاقا من دور الوكالة وإيمانها بمفهوم المسؤولية الاجتماعية التي تأخذه على عاتقها وواجبها في تحصين المجتمع بكل شرائحه وزيادة مستوى الوعي لدى الشباب.