مبارك الخالدي - يحيى حميدان - هادي العنزي
انتهى مونديال قطر 2022 الأحد الماضي، لكن صداه سيبقى خالدا لعقود طويلة مقبلة، ودروسه حاضرة شاخصة لمن أراد الاستفادة من تجربة ثرية بكل تفاصيلها، وعبره كثيرة ومتعددة لمن أراد أن يستلهم الإبداع ويمضي في طريق التقدم والتطور، فقد قدمت الدوحة إحدى أكثر نسخ كأس العالم لكرة القدم نجاحا على جميع الصعد، بعدما هيأت كل السبل، وبذلت الغالي والنفيس لأجل نيل ثقة ورضا الجميع، وهو ما تحقق بشهادة كل من حضر المونديال الاستثنائي، من قيادات سياسية، ومسؤولين رياضيين، ومنتخبات وجماهير، مما يمهد لأن تستضيف قطر مزيدا من المناسبات الرياضية الكبرى.
وكان ختام البطولة «مسك» بعد أن شاهدنا مباراة مثيرة في النهائي، الذي توج خلاله منتخب الأرجنتين باللقب.
«الأنباء» استطلعت آراء عدد من الرياضيين، لتتعرف على وجهات نظرهم في مونديال قطر، من جميع النواحي، الإدارية، والفنية، والثقافية، والمباراة النهائية وتتويج منتخب «التانغو» باللقب.
وقد جاءت التعليقات متماهية مع الإنجاز الكبير الذي حصده أهل قطر، ومشيدة بالجهود المباركة التي بذلت قبل انطلاق المونديال حتى لحظاته الأخيرة، آملة بذات الوقت أن تكون التجربة مثالا يحتذى لجميع الدول المتطلعة للتقدم على المستوى الرياضي.
الهزيم: مونديال المفاجآت الرائعة.. وميسي يستحق اللقب
أكد نائب مدير عام الهيئة العامة للرياضة حامد الهزيم أن مونديال قطر إعجاز لن يتكرر في القادم من البطولات، فقد تضافرت كل الجهود لإنجاح المونديال وتجاوز الصعوبات، فظهر كل شيء مرتبا ومحسوبا بدقة متناهية.
وأضاف ان البطولة كانت مونديال المفاجآت ليس على مستوى النتائج فقط، ولكن أيضا على مستوى الفقرات الخاصة بحفلي الافتتاح والختام وكذلك أيام الاستضافة وفعاليات الجماهير المختلفة، فهنيئا لنا وللأشقاء هذا النجاح الكبير الذي شرف العالم العربي والاسلامي وبالأخص دول الخليج.
وعن المباراة النهائية، قال الهزيم إن منتخب الارجنتين استحق الفوز بالنهائي والعودة بعد غياب طويل وهو افضل هدية للاسطورة ميسي الذي زين تاريخه بالفوز بالكأس العالمية بعد مسيرة طويلة ورائعة، فيما دفع المنتخب الفرنسي ثمن ظهوره الباهت في الشوط الاول ولم نشاهده إلا في الربع ساعة الأخير من الشوط الثاني، وعليه استحق منتخب الارجنتين هذا التتويج المثالي.
يعقوب: النهائي الأكثر متعة.. وليتنا نتعلم من التجربة القطرية
في البداية أكد المدرب الوطني أنور يعقوب أن دولة قطر سجلت نجاحا باهرا في تنظيم كأس العالم، وقال: «لم يحصدوا النجاح فقط، بل تجاوزوه بمراحل كثيرة، والنجاح الذي تحقق ليس فقط في الملاعب الثمانية وما حولها، بل تعداه بدءا من المطار وانتهاء بالعودة مرة أخرى إلى المطار للمغادرة، وذلك عبر تنظيم احترافي عالي الدقة، والتزام كبير بالقوانين واللوائح، بالإضافة إلى تقديم المعلومة الفورية لكل من يسأل أو يستفسر من قبل المنظمين والمتطوعين، هذا كله ساعد في انسيابية الحشود الكبيرة التي حضرت مونديال الدوحة، ونأمل على الجانب المحلي الاستفادة من هذه التجربة الثرية والتعلم من دروسها الملهمة».
وذكر يعقوب أن نهائي كأس العالم جاد بكل شيء، مضيفا أن المباراة النهائية لم تدخر شيئا من الإثارة والمتعة الكروية إلا وقدمته، سواء في وقتها الأصلي، أو الشوطين الإضافيين، وانتهاء بركلات الترجيح، ولربما أخطأ مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني في تغييره المبكر للاعب المتألق دي ماريا، فيما على الجهة الثانية أجاد المدرب الفرنسي ديديه ديشان في التغييرات التكتيكية التي أجراها، خاصة مشاركة كينغسلي كومان الذي قلب الموازين لمصلحة فريقه بعد تأخر 0-2، وفي المجمل لقد استمتعنا بأفضل نهائي كروي.
المزيدي: ما حدث في الدوحة لن يتكرر في أي مونديال آخر
قال أمين السر العام الناطق الرسمي بالنادي العربي فؤاد المزيدي ان اللسان يعجز عن ان يجد الحروف والكلمات التي تصف قطر وأميرها وشعبها على هذا المونديال الرائع، فقد أعجزت قطر وأتعبت من بعدها وأعتقد ان ما حصل في الدوحة لن يتكرر في أي مونديال آخر، وهذه ليست شهادتي فقط لكنها شهادة حتى الاصدقاء من الدول الأخرى والأجانب الذين أكدوا ان الكل يشعر بأنه في بيته، فالتنظيم بدأ من حفل الافتتاح البسيط والقوي في مدلولاته الى حفل الختام المبهر، وكلها شهادات امتياز على ان العمل كان فاخرا بامتياز ويصعب على أي بلد آخر تنظيم هذا الحدث كما حصل في الدوحة.
واضاف المزيدي انهم في قطر قالوها «سنعمل» وفعلوها بنجاح بقيادة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد، الذي بدا كأنه يشرف على كل الأمور بالريموت كنترول، ويكفي حضوره أغلب المباريات، اما المباراة النهائية فكانت مسك الختام للبطولة وللفنان ميسي، فكانت مباراة مجنونة ومثيرة توج بعدها اللاعب الأفضل بالكأس التي كان يتمناها.
الديين: فوز «التانغو» يحسب لميسي.. والتنظيم احترافي
بارك عضو مجلس ادارة نادي الكويت ديين الديين لقطر حكومة وشعبا أعيادها الوطنية ونجاح المونديال بكل تفاصيله، مؤكدا ان كل شيء بدءا من حفل الافتتاح، حتى حفل الختام كان محسوبا، فجاء مبهرا للغاية سواء على مستوى التنظيم او نقل كل الأحداث بكل احترافية إعلامية راقية أظهرت المونديال بشكل رائع يصعب تكراره.
واضاف أن المونديال من الناحية الفنية من افضل المونديالات، حيث حفل بالمفاجآت التي فاقت التوقعات وبالخصوص منتخب المغرب الشقيق الذي حقق انتصارات ليست ضربة حظ لكن ثمرة للعمل والتخطيط وهذا ما ينطبق على منتخب الأرجنتين الذي عاد لمنصة التتويج باللقب بعد انحسار 36 عاما، وهو فوز مهم ويحسب للفذ ليونيل ميسي الذي خرج من هذا الضغط الكبير، فضلا عن مجموعة من اللاعبين صغار السن الذين منحوا الثقة لمنتخب أرجنتيني قادم بقوة للبطولات المقبلة بكل ثقة واقتدار.
الصقر: ليو أسطورة كل العصور بالأرقام والإنجازات
اعتبر لاعب القادسية والمنتخب الوطني السابق والمدرب الحالي هاني الصقر أن تتويج الأرجنتين بلقب كأس العالم 2022 مستحق قياسا لمسيرة هذا المنتخب في البطولة بشكل عام.
وأشار الصقر إلى أنه تعاطف مع «التانغو» رغم أنه من عشاق إيطاليا وذلك بسبب والده وابنه كونهما من عشاق الأرجنتين والأسطورة ليونيل ميسي أولا، ورغبته في رؤية «البرغوث» يرفع كأس العالم بعدما حقق كل الانجازات الممكنة باستثناء هذه البطولة التي كانت عصية عليه وكسر النحس معها في قطر.
وبين أنه يرى أن الراحل دييغو مارادونا هو الأفضل عبر كل العصور، لكن عقب حصول ميسي على لقب المونديال سيكون هو أسطورة كل العصور حسب الأرقام والإنجازات.
وأوضح الصقر أن المباراة النهائية بين الأرجنتين وفرنسا التي انتهت بركلات الترجيح كانت ممتعة في الـ 120 دقيقة، وحتى آخر لحظة كان بالإمكان فوز «الديوك» باللقب لولا التصدي الأسطوري من حارس «التانغو» إيميليانو مارتينيز لانفراد كولو مواني في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع لزمن الوقت الإضافي الثاني، معتبرا مارتينيز من العوامل المساعدة في تحقيق الأرجنتين وميسي لقب مونديال قطر.
وقال الصقر: «مستوى كأس العالم 2022 بشكل عام جاء مميزا بسبب المفاجآت الكثيرة التي شهدها، والتي تعكس المستوى التنظيمي العالي من جانب قطر التي استحقت أن يخلدها التاريخ باحتضانها أجمل نسخ كأس العالم».