عزيزي المراجع الخفي، تحية طيبة وبعد.. لا أعلم كيف لي أن أبدأ رسالتي هذه إليك، لكنني سأبدأها بالثناء عليك، يا أخي أنت هيبة والله، تخيل أول ما الناس سمعت إن فيه «مراجع خفي» سيفتر على المؤسسات الحكومية، صرت أشوف موظفين على المكاتب بدل الغبار، وصار المسؤولون يقعدون إلى آخر دقيقة من وقت الدوام الرسمي، وصار في بصمة للدخول والخروج، حتى الموظف اللي كان «يتريق» أمام المراجعين صار يسكر فمه وياكل من غير صوت! تستاهل صفقة والله، لكن يا أخوي كأنك طولتها بالغيبة! لمتى وانت خفي؟ تعبت وأنا كل ما تعك معاي معاملة أتلثم وأسوي نفسي إني أنا انت على شان تمشي معاملتي يا أخوك!
المهم.. إذا قررت تمر الوزارة لا تدخل من بوابة المراجعين، تعال من بوابة المسؤولين راح تلقى ورد وزرع وسجادة حمرا، وتشم العود والبخور فقط عند بوابته، وعلى فكرة المصعد الأول فقط للمسؤول وزواره. تعال اركب الدرج بس سو نفسك ما تشوف المهملات والأثاث القديم المركون في زاوية كل دور، وإذا موظف الاستقبال مزرق مروج لأن الجو حلو، اسأل الفراش البنغالي عن قسم المراجعين، وأقولك: إذا عرف الفراش انك المراجع الخفي ترى راح ينحاش منك، لأن إقامته مو على الوزارة واصلا منتهية من قبل «كورونا».
ولا تنس عزيزي تروح المطار وتشوف كيف تتم معاملة الوافدين بالدخول والخروج، أصلا الواحد صار يستحي انه يسوي كرت زيارة خاصة أو تجارية لأجنبي، تخيل عزيزي.. تخيل واحد من الربع عنده عقد مع شركة أوروبية لمشروع مع شركة نفطية بالكويت، صار له فوق الشهر مو عارف يدخل المهندسين والمهندسات الأوروبيين، لأن بينهم نساء مهندسات! تخيل يالخفي، واحد من الربع تزوج وحدة أمها أجنبية مو عارف يحط موعد لحفل الزفاف لأن مانعين كروت الزيارة، وآخر مو عارف يجيب رضيعة لأمها للسبب نفسه!
أعزائي القراء.. من المواطنين والوافدين الكرام، يرجى التواصل مع الإيميل أدناه لرصد أي مخالفة أو قصور أو تهاون في أداء العمل، فكلكم راع.. وكلكم مسؤول عن رعيته، وسأرسلها بدوري.. بكل سرية إلى صديقي العزيز.. عزيزي المراجع الخفي!
[email protected]