بيروت ـ عمر حبنجر
اخترقت زيارة السفير السعودي وليد البخاري إلى بكركي ولقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي، غداة انعقاد مؤتمر «بغداد 2» في الأردن، جدار السكون المخيم على الحراك الرئاسي في لبنان، تحت غطاء عطلة الأعياد.
البخاري طمأن الراعي إلى اهتمام المملكة بالشأن اللبناني، مشددا على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة للنهوض بالبلد، مؤكدا على التواصل الدائم مع الجانب الفرنسي في موضوع الاستحقاق الرئاسي.
كما استقبل الراعي في بكركي المستشار الثقافي لدى السفارة الإيرانية في بيروت كميل باقر.
أما المستشار الإيراني فلم ينقل عنه أي كلام، لكن المصادر المتابعة اشارت إلى ان زيارته بكركي، متصلة بأمرين: تطمينات عامة للموقف الايراني من الوضع في «لبنان الشقيق» مع نفي التدخل بالشأن اللبناني، والتطرق إلى التوتر القائم في بلدة رميش الجنوبية، بين أهالي تلك البلدة وبين مناصري حزب الله، على خلفية حفريات يجريها فريق الحزب في أرض تخص رميش.
وفي هذا المجال، سأل النائب الكتائبي إلياس حنكش «هل انتقلت المعركة، بعد ترسيم الحدود البحرية، من تحرير فلسطين، إلى تحرير رميش من أهلها؟».
في غضون ذلك، دخل الحراك الرئاسي دائرة العطلة الرسمية، بمناسبة الميلاد ورأس السنة، بحكم غياب معظم النواب والسياسيين المؤثرين خارج لبنان، والموقف اللافت على هذا الصعيد كان للمرشح الرئاسي الدائم ميشال معوض، والذي نفى في تغريدة له ما نشرته صحيفة «الأخبار» عن مساعيه للتواصل مع حزب الله، واصفا ذلك بـ«الفبركات التافهة».
إلى ذلك، تحدثت صحيفة «اللواء» عن اتصال أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مستطلعا التطورات بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي قاطعها وزراء جبران باسيل.
وعليه، فإن المخاوف تتسع من ان تمتد العطلة السياسية إلى ما بعد العطلة الميلادية، بفعل التسليم الظاهر بالعجز عن تجاوز تعقيدات الأزمة الرئاسية، التي تكرست مع الفشل في تخطيها عبر عشر جلسات انتخابية اتسمت بالعقم والتلاشي، بحيث بات الرهان الوحيد على التحركات الخارجية، وآخرها وأكثرها جدية التعويل على قيام الرئيس الفرنسي، ومن خلال رعايته لمؤتمر «بغداد 2»، بتخصيص حيز من أعمال المؤتمر إلى ملف الأزمة اللبنانية، على الرغم من ان لبنان ليس مدعوا، وعلى أمل ألا يؤول رهانهم هذا إلى ما آل إليه رهان الفرنسيين على وجود ماكرون في مونديال قطر.
على صعيد التحقيق بإطلاق النار على دورية «اليونيفيل» في بلدة العاقبية الجنوبية ومقتل جندي ايرلندي وجرح اثنين من رفاقه، لفت مصدر متابع، عبر صحيفة «نداء الوطن»، إلى تعويل البعض على عامل الوقت لإفراغ التحقيق من محتواه، ملمحا إلى احتمال دخول طرف ثالث على الخط، من خلال التلميح إلى مخيمات النازحين السوريين في تلك المنطقة (علما ان هناك اكثر من مخيم)، موحيا بأن من أطلق النار قد يكون من النازحين السوريين!
المصدر نفسه أشار إلى سيطرة الحزب على الساحل الجنوبي، وعلى من فيه أو عليه، بصرف النظر عن الهوية الوطنية او الدينية، لافتا إلى حجم الضغط الدولي الممارس على السلطات السياسية والأمنية في لبنان لمنع تعطيل التحقيق، وان أي تقاعس في هذا المجال سيقابل بموقف دولي صارم في مجلس الأمن، الذي يرى في الهجوم الحاصل جريمة بحق الأمم المتحدة، وأقله إحالة الملف إلى القضاء الدولي.
ويرى موقع «القوات اللبنانية» انه لو حصلت عملية الاغتيال عن طريق عبوة ناسفة وتم تفجيرها عن بعد، لتطلب البحث عن الجهة الفاعلة وقتا وجهدا، أما في الحالة الراهنة فهناك من اطلق النار، وتعقب مطلق النار ليس بالأمر الصعب، في ظل وجود الكاميرات التي وثقت تفاصيل الاعتداء، لكن يبدو ان الجهة التي ترفض تسليم القتلة تخشى من افتضاح أمرها.
في هذا السياق، اكدت مصادر قضائية لـ «الأنباء» ان ملف القضية لدى القضاء العسكري ليس فيه اكثر من تقرير الادلة الجنائية إضافة إلى تقرير الطبيب الشرعي.
واشارت المصادر إلى ان القضاء العسكري المعني بالأمر لا يستطيع الاستماع إلى جنود «اليونيفيل»، الا بعد استئذان الأمم المتحدة كونهم محصنين دوليا، او بناء لطلب المساعدة من قبل القيادة الدولية، لأنه لا اتفاقية تعاون بين لبنان والامم المتحدة على هذا الصعيد.
في هذا الوقت اللبناني الصعب، أعلنت اسرائيل عن اسقاط طائرة مسيرة، انطلقت ـ كما يدعي أفيخاي أدرعي الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ـ من جنوب لبنان، وقال انها تابعة لحزب الله، وقد نشر صورها على الأرض.
ميقاتي يبحث تحضيرات «بيروت عاصمة للإعلام العربي 2023»
بيروت ـ داود رمال
ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس اجتماعا خصص لبحث الخطوات الإدارية والفعاليات والأنظمة المقترحة لـ «اعلان بيروت عاصمة للإعلام العربي 2023» شارك فيه وزراء: الاعلام زياد مكاري، الاتصالات جوني القرم، السياحة وليد نصار، الثقافة القاضي محمد المرتضى، الأشغال العامة والنقل علي حمية، الاقتصاد والتجارة أمين سلام، والامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
وأعلن الوزير مكاري بعد اللقاء «اجتمعت اللجنة الوزارية برئاسة الرئيس ميقاتي للتحضير للفعاليات، ونحن كحكومة لبنانية وكلبنانيين وكجسم ومؤسسات اعلامية، نعتبرها فرصة لابراز دور بيروت الاعلامي تاريخا وحاضرا ومستقبلا.
نحن مرتاحون لتنظيم هذه الاحتفالية فلبنان مليء بالمناسبات الاعلامية والثقافية والسياحية وكل هذه الفعاليات ستكون ضمن فعاليات بيروت عاصمة للإعلام العربي».
وأضاف: ان الجزء الأكبر من تمويل هذه الفعالية سيكون عبارة عن هبات ورعايات من جهات يهمها دعم هذا الاحتفال.
ولقد أطلقنا مبادرات لأفضل شعار للمناسبة بين الجامعات اللبنانية، ويتم اليوم عرضه على كل التلفزيونات، فنحن نحاول إشراك اكبر شريحة ممكنة من الشابات والشباب اللبنانيين لانجاح هذه الفعالية التي سيكون موعدها مبدئيا في منتصف شهر فبراير، حيث سيتم الافتتاح في بيروت في حضور وزراء الإعلام العرب والوفود المرافقة، وسنشكل في هذا الخصوص لجنة في وزارة الإعلام وسيكون هناك مكتب اعلامي لمواكبة هذه الفعاليات التي هي بالشراكة مع جامعة الدول العربية.