أشاد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بدور فرنسا في منطقة الشرق الأوسط ودعمها لعملية السلام.
جاء ذلك خلال جلسة مباحثات عقدها الملك عبدالله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الحسينية، بالعاصمة عمان، تناولت العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية.
وتم التأكيد، خلال جلسة مباحثات ثنائية تبعتها موسعة بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد الأردني، على عمق علاقات الصداقة المتميزة التي تجمع الأردن وفرنسا، والحرص على تعزيزها، بحسب ما افادت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا).
وثمن الملك عبدالله الثاني، خلال المباحثات الموسعة، العلاقات الوطيدة والتاريخية بين الأردن وفرنسا، والتي هي مستمرة بالتوسع والتطور، مشيدا بدور فرنسا المهم والقيادي ودعمها للأردن والمنطقة.
من جهته، ثمن دعم الرئيس الفرنسي لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد أمس في دورته الثانية، مشيرا إلى أنه كان «ناجحا جدا»، نظرا لكسر العديد من الحواجز بهدف التمكن من المضي إلى الأمام.
وقال الملك عبدالله الثاني إن لفرنسا دورا مهما وحيويا بالنسبة لتاريخ المنطقة، مضيفا «لطالما جمعتنا علاقات متميزة مع فرنسا على الصعيد السياسي، وأيضا في المجال العسكري، نظرا للظروف التي تمر بها منطقتنا».
وأشاد بالدعم الذي تقدمه باريس لبلاده في تنفيذ البرامج التنموية بمختلف القطاعات، معربا عن حرص المملكة على توسيع التعاون الاقتصادي مع فرنسا.
كما أشاد بمواقف فرنسا والاتحاد الأوروبي الداعمة لجهود تحقيق السلام على أساس حل الدولتين، مشددا على مواصلة الأردن بذل جميع الجهود لرعاية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.
وأشار الملك عبدالله الثاني إلى أهمية استمرار الدعم للاجئين ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا).
ولفت إلى أن مباحثاته مع الرئيس الفرنسي تطرقت إلى التحديات في العراق وسورية ولبنان، بالإضافة أيضا إلى القضية الفلسطينية، منوها إلى أن اهتمام ماكرون وتركيزه على القضايا والتحديات التي تواجهها المنطقة ساهما في دعم جهود التصدي لها بشكل كبير.
ومن جانبه، أكد الرئيس ماكرون أهمية التعاون مع الأردن وما نتج عن مباحثاته مع الملك عبدالله الثاني، مشيرا إلى اللقاءات التي عقدت على هامش مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة الذي عقد في البحر الميت.
ووصف ماكرون العلاقات مع الأردن بأنها «مثمرة جدا»، معربا عن أمله في زيادة العمل من أجل المشاريع التي يقوم بها الأردن ومواكبتها بما يعود بالنفع على المملكة والشعب الأردني.
وأكد أن دور الأردن في المنطقة والتعاون الثنائي، والتنسيق حول القضايا الحيوية لأمن واستقرار المنطقة، تعد أمورا أساسية بالنسبة لفرنسا، مشددا على أن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني شريك وحليف وصديق للفرنسيين في المنطقة.
وأشاد ماكرون بمؤتمر بغداد الثاني الذي اعتبره «ناجحا»، وقال «أثبت قدرتكم في وقت قصير على تنظيم حدث كهذا والدعوة له، والعمل على جمع كل هذه الدول حول طاولة الحوار بنفس الأجندة التي أطرت النقاش حول قضايا المنطقة، ودعم سيادة العراق والتطلعات المستقبلية، وهذا أمر بالغ الأهمية».
وفي ختام زيارته للاردن، قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ـ الذي احتفل بعيد ميلاده الخامس والأربعين ـ بزيارة إلى مدينة جرش الأثرية.
ويضم الموقع الاثري مجموعة استثنائية من المعابد والسلالم الضخمة والمسارح والأعمدة التي أكسبته أيضا لقب موقع «الألف عمود».