حظي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، باستقبال الأبطال في واشنطن وحصل على كل الدعم المعنوي والعسكري الممكن، وهو مازاد في حدة الغضب الروسي وسط مخاوف من ان يترجم ذلك الغضب مزيدا من التصعيد على الأرض.
فقد رأى الكرملين أن زيارة زيلينسكي والحفاوة التي حظي بها من الرئيس جو بايدن والكونغرس، تظهر واشنطن منخرطة فعليا في الحرب.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف «نلاحظ بأسف أن بايدن وزيلينسكي لم يقولا أي شيء يمكن اعتباره نية محتملة للاصغاء للمخاوف الروسية».
وأضاف بيسكوف «لم تصدر دعوات حقيقية من أجل السلام. وهذا يشير إلى أن الولايات المتحدة تواصل حربا بالوكالة على روسيا حتى آخر أوكراني».
واعتبر الكرملين أن تزويد واشنطن أوكرانيا بأنظمة صواريخ باتريوت «لن يسهم في تسوية الصراع كما أنه لن يحول بين روسيا وبين تحقيق أهدافها».
والقى الرئيس الأوكراني خطابا تاريخيا في الكابيتول، أمام الكونغرس الأميركي بمجلسيه أكد فيه أن المساعدة الأميركية لكييف «ليست صدقة».
وفي مستهل كلمته التي ألقاها باللغة الإنجليزية وبنبرة ملؤها الجدية وقف أعضاء الكونغرس جميعا وصفقوا مطولا لزيلينسكي الذي ارتدى في زيارته لواشنطن، كعادته منذ بدء الغزو، ثيابا باللون الكاكي «العسكري»، باستثناء بعض الجمهوريين المؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال زيلينسكي «أموالكم ليست صدقة، إنها استثمار في الأمن العالمي والديموقراطية، ونحن نديرها بأكثر الطرق مسؤولية». وأضاف «خلافا لأسوأ التوقعات، أوكرانيا لم تسقط. أوكرانيا حية وتقاتل» وأن قواته لن تستسلم أبدا.
كذلك، ربط الرئيس الأوكراني في خطابه بين الحرب التي تشنها روسيا ضد بلاده والتهديد الذي تمثله إيران على حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، معتبرا أنهما بلدان «إرهابيان» ليدغدغ بذلك مشاعر المعسكر الجمهوري الذي يأخذ بشدة على الرئيس الديموقراطي بايدن تساهله مع طهران.
وسلم الرئيس الأوكراني بعد ذلك رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، علما لأوكرانيا امتلأ بتواقيع الجنود الذين يقاتلون في مدينة باخموت في شرق أوكرانيا التي تعتبر النقطة الأكثر سخونة على الجبهة وقد زارها الثلاثاء عشية رحلته الخارجية الأولى بعد أكثر من 300 يوم من الغزو الروسي. وردت بيلوسي وهاريس على هذه التحية بمثلها، إذ قدمتا لزيلينسكي علما أميركيا رفع فوق مبنى الكابيتول مقر الكونغرس بمناسبة زيارته التاريخية هذه.
قبل ذلك، استقبله الرئيس بايدن في المكتب البيضوي بالبيت الأبيض وأكد له خلال مؤتمر صحافي مشترك أن الولايات المتحدة ستساند أوكرانيا «طالما اقتضت الضرورة». ووعد الرئيس الأميركي كذلك بـ«الاستمرار بتعزيز قدرات أوكرانيا على الدفاع» عن نفسها مع تعهده تسليمها منظومة الدفاعات الجوية باتريوت.
ونظام باتريوت الذي ستوفره واشنطن لكييف سيعزز «بشكل كبير» الدفاع الأوكراني في وجه الضربات الروسية على ما أكد زيلينسكي.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن حزمة المساعدات الجديدة التي تقارب الملياري دولار، تشمل للمرة الأولى هذا النظام القادر على اعتراض صواريخ كروز وصواريخ بالستية قصيرة المدى وطائرات على ارتفاع أعلى بكثير من أنظمة الدفاعات الجوية التي زودت بها أوكرانيا حتى الآن.
وشدد زيلينيسكي على أن «السلام العادل» لا يتضمن «أي تسوية» حول وحدة أراضي اوكرانيا.
ويستعد البرلمانيون الأميركيون لإقرار حزمة مساعدات جديدة وكبيرة دعما لأوكرانيا بقيمة 45 مليار دولار تقريبا. ووصف الأميركيون زيلينسكي بالبطل، وقارنوا زيارته بتلك التي أجراها رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل إلى واشنطن في 1941 عندما خاطب الكونغرس حول التعاون في زمن الحرب بين الحليفين، وهو ما فلعه زيلينسكي أيضا.