قال وزير الخارجية التركية مولود تشاوش أوغلو إن ستوكهولم اتخذت «تدابير إيجابية» لكن بلده ينتظر «خطوات كبيرة أخرى» لسحب اعتراضه على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وصرح الوزير التركي الذي استقبل نظيره السويدي توبياس بيلستروم في أنقرة «لا تخفى علينا التدابير الإيجابية المتخذة، لكن مازال ينبغي تنفيذ خطوات كبيرة أخرى».
ومنذ مايو، تجمد أنقرة مسار انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف الأطلسي، مطالبة إياهما بترحيل مطلوبين تعتبرهم «إرهابيين».
وتأتي زيارة بيلستروم التي كانت مقررة منذ فترة طويلة بحسب مكتبه، بعد بضعة أيام من رفض المحكمة العليا السويدية ترحيل الصحافي التركي بولنت كينيش الذي تطالب به أنقرة وتتهمه بالارتباط برجل الدين فتح الله غولن المتهم بأنه العقل المدبر لمحاولة انقلاب في عام 2016.
ووصف وزير الخارجية التركية القرار هذا الأسبوع بـ «السلبي جدا»، لكنه اعتبر أن «الحكومة السويدية الجديدة أكثر عزما على تلبية الطلبات التركية»، وهي تبدو «أكثر صدقا» من سابقتها في تطبيق مذكرة الاتفاق المبرمة في يونيو لتذليل العوائق أمام توسيع نطاق «الناتو».
وبالإضافة إلى مسألة ترحيل المطلوبين الذين تتهمهم انقرة بالانتماء لحزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، ندد تشاوش أوغلو بالقيود التي مازالت قائمة على الصادرات السويدية للتجهيزات العسكرية الطابع.
وقال «لم تحصل بعد شركاتنا الدفاعية على الضوء الأخضر لاستيراد بعض المنتجات»، وهي خصوصا قطع محركات مصنعة في السويد.
من جهته، حرص الوزير السويدي بيلستروم على طمأنة نظيره التركي بقوله «رسالتي إلى السيد تشاوس أوغلو والشعب التركي واضحة ومفادها أن السويد تفي بوعودها وتأخذها على محمل الجد».
لكنه شدد على «استقلالية النظام القضائي في السويد». ولفت إلى أن بلده «جعل التعاون أولوية منذ إبرام المذكرة».
وقال بيلتسروم إن حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة إرهابيا «قد لا يكون تهديدا بالنسبة لنا لكنه يشكل تهديدا لتركيا ونحن نأخذ المسألة على محمل الجد».
وهو أشار إلى أن «التعديلات في الدستور ستجرم دعم الأنشطة الإرهابية»، مشددا «نقوم بواجبنا في تطبيق بنود المذكرة».
ومن المرتقب أن يتوجه بيلستروم إلى البرلمان التركي ويلتقي برئيس الدولة رجب طيب اردوغان.
والبرلمانان التركي والمجري هما الوحيدان اللذان لم يصدقا على انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، في ظل مساعيهما لمواجهة الاطماع الروسية بعد غزو اوكرانيا.
واعتبر بيلستروم أن المحادثات بين السويد وتركيا تحقق تقدما جيدا وإن ستوكهولم تأمل في أن توافق أنقرة على طلب الدولة الاسكندنافية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي قبل عقد قمة الحلف في يوليو بوقت كاف.
وتقدمت السويد وفنلندا في مايو بطلب للانضمام إلى الحلف في رد فعل على الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنهما واجهتا اعتراضات من تركيا التي اتهمت دولتي الشمال بإيواء مسلحين، بما في ذلك حزب العمال الكردستاني المحظور.
وقال بيلستروم لـ «رويترز» بعد اجتماعه مع نظيره التركي «الأمور تسير بشكل جيد. عقدنا اجتماعا ممتازا اليوم».