أولاً، وقبل الخوض في مسألة مستشفى سرطان الأطفال (57357)، أوضح أن تعاطفي الشديد منصب على «طفل بريء» يعاني آلام مرض خبيث ينوء بتحمل أوجاعه الكبار، ومن أبسط حقوق هذا الطفل الإنسانية أن يجد مكاناً يتلقى فيه العلاج وأيادي حانية تطببه وتخفف آلامه المبرحة، حتى يمنّ الله عليه بالشفاء، أو يسترد روحه الطاهرة ويسبغ على أهله رحمة وصبراً.
ويبقى كل ما عدا ذلك أموراً حياتية يتم التعامل معها بضوابط ومعايير الحياة «الدنيا».
فجأة صرخت إدارة المستشفى الأشهر في مصر عن طريق مديرها د. شريف أبو النجا، بأنها على حافة الإفلاس، وأن الباقي في ميزانيتها 300 مليون جنيه فقط تكفي 4 أشهر (أي بمعدل صرف 2.5 مليون جنيه مصري يومياً.. ولا تعليق!).
وانتفضت مصر.. ونادى الفنانون والرياضيون والسياسيون ورجال الأعمال والإعلاميون مطالبين بضرورة إنقاذ الصرح الإنساني، بينما ارتفعت أصوات أخرى تتساءل.. كيف؟ ولماذا؟ وأين الرقابة؟.. ومن سرق ماذا؟.. وهل هناك فساد؟
ومنهم من أعاد للذاكرة الحملة الشرسة التي قادها الكاتب الراحل وحيد حامد واتهاماته لإدارة المستشفى بأنواع الفساد المختلفة.
أعتقد أن توقف أو تباطؤ أو تراجع مستوى العلاج في المستشفى أمر مرفوض تماماً أياً كانت الأسباب، وأن الحل في تشكيل لجنة محاسبية تراجع أعمال المؤسسة الضخمة ومراقب حسابات محايد يعينه القضاء أو النائب العام ويبدأ عمله فوراً، ودون اتهامات مسبقة لأحد تتم محاسبة القائمين على المؤسسة، إما تبرئة ساحتهم أمام المجتمع أو استبدالهم، ومحاسبة الفاسد والمخطئ والمسيء، ويتم ذلك بهدوء، ودون المساس بمستوى العلاج في المستشفى، فلا ذنب لطفل يكافح المرض المتوحش أن يتحمل أيضا فساد أو تسيب أو طمع.. «الكبار»!
أما سبل دعم خزانة المستشفى فكثيرة، أقترح منها إقامة مباراة بين الأهلي والزمالك يحضرها الجمهور وتوجه حصيلة تذاكرها وحقوق بثها وإعلاناتها إلى المستشفى.
إقامة حفلات غنائية لأشهر مطربينا، وتخصيص عائداتها لـ 57357، إقامة معرض فني ضخم يشارك فيه رسامو مصر ونحاتوها بعمل واحد أو أكثر تذهب حصيلة مبيعاته للتمويل.
رحم الله سيدة الغناء العربي أم كلثوم.. وجولاتها التي خصص عائدها لدعم المجهود الحربي المصري.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
https://linktr.ee/hossamfathy