من يحمي الناس من شر تسلط الهاتف الذي أصبح في بعض الأحيان كالوسواس الخناس؟! بدخوله أوطان الناس ومساكنهم وخصوصياتهم، ليكون النقال في بعض الأحيان مصيبة ووبالا على صاحبه بطيبة تربيته وسلامة نيته رجلا كان أو امرأة، شابا أو طفلا، غنيا أو فقيرا، وغيرهم كثيرون تحت منظار البساطة تطير حساباته وأرزاق أسرته وأطفاله مريضهم ومبدعهم بهوياته!
فقد تفوق لصوص العصر على جميع المحاذير الربانية والنبوية، والكتب الطاهرة الربانية عن الربا البنكي والميسر المخفي والزنى الأزلي، وقتل النفس الإجرامي وعدم الوفاء الآدمي منذ «قابيل وهابيل، وغوغاء المهابيل!»، فالحديث عن فنون وأساليب وألاعيب مجرمي ولصوص القارات يتفوق على مجاميع التعليمات والتحذيرات والتوجيهات الباهتة التي تطلب «حظر الأرقام الغريبة»! ومسح الاتصال المشكوك بأرقامه! وعدم تجاوبك وأساليب حسابك البنكي! الغاء أرقام حساباتك! وغيرها من الطرق الراكدة أمام الاستباحة التحايلية الرهيبة التي يستخدمها هؤلاء.
فهل تعود الإنسانية إلى عصر وقف التواصل بين القارات بحثا عن أساليب تربك حزمة العصابات بالذات عملاء من القارتين الأفريقية والآسيوية وبالذات للعالم الثالث، وفقراء البلاد الضعيفة وغير المتعلمة، كما هو مستوى الدول الصناعية والقوى العسكرية ودول الكتلة الصهيونية كطرف متفوق للاحتلال ومبدع في إدارة الأموال، لن تؤثر فيه ما تعانيه إنسانية القارات المذكورة؟
في النهاية مع تزايد واستباحة هذه السرقات لمستوى الأمم، من يحمل راية دحر قراصنة العصر التي تستهدف التمتع بخيراتها ويستطيع وقف نزيف عدوانياتها؟!
على الأمم المتحدة ومنظماتها تطلعات قد تبهر العالم للعام الجديد لوقف عدوانية قراصنة العالم الصاخب، فالكل متوجس خوفا من هذه السيطرة المغيثة وتسلطهم على الإنسانية الراقية لعلها طالت ما يعانيه أخوتكم بالبشرية من قلق عام، ولكم التقدير والاحترام من أخوتكم المتضررين بسرقة أرصدتهم من صانع الشر الإنساني وقرصانها!