مع تقييم السنة الميلادية المنصرمة 2022، وترقب العام الجديد 2023، تخيب أو تعقد الآمال والأمنيات، وهي كلها تختزل بداخلها مشاعر وهمية أن الأيام هي التي تصنع الأحداث!
وكان العرب قديما يذمون الدهر عند الفواجع والمصائب، بصفته المسبب!
فيقول أحدهم إذا أصابه مكروه: «يا خيبة الدهر، أو بؤسا للدهر والزمان، وتبا له»!
نعم، لدينا أعوام وأشهر وأيام تاريخية ارتبطت بالأحداث العظيمة التي جرت فيها، أو أن الخالق أسبغ عليها بركات بالتحديد، مثل: عام الحزن، شهر رمضان، ليلة القدر، يوم الجمعة.
وقس على ذلك للمناسبات الوطنية والعالمية.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: «لا تسبوا الرياح فإنها مأمورة، ولا تسبوا الجبال ولا الساعات ولا الأيام ولا الليالي فتأثموا وترجع عليكم».
ويقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
ولا يتوهم الإنسان أنه مُسيّر مطلقا في حياته، ليس له من الأمر شيء، بل الإنسان هو صانع الحدث، تحت علم الله تعالى وتدخله بمشيئته العليا، وبما يستحقه الإنسان من التوفيق والنجاح، أو الخذلان والفشل، سواء على المستوى العاجل أو الآجل. ولذلك جاء الحث القرآني المستمر للانضمام للذين آمنوا وعملوا الصالحات، وفي الأدب النبوي الشريف دعوة لاستثمار كل لحظة من لحظات العمر مهما كانت ظروف الإنسان الواقعية: «كن على عمرك أشح منك على درهمك ودينارك».
«... اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك».
كل عام وأنتم بخير.
[email protected]